السياسي – للمرة الأولى منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، اضطر مجلس الحرب الإسرائيلي لعقد اجتماعه الطارئ في ملجأ تحت الأرض، مساء أمس الثلاثاء، عندما بدأ القصف الإيراني على الأراضي المحتلة بالصواريخ البالستية.
وذكرت صحيفة أن الملجأ المحصن تم تدشينه في الجبال التي تحيط بمدينة القدس المحتلة قبل 13 عامًا، وأطلق عليه “مركز إدارة الأزمات الوطنية”، منوهة إلى أن مجلس الوزراء المصغر لشؤون الأمن بالاحتلال لم يلتئم فيه إلا مرات عدة، في حين أقام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة فقط في الملجأ خلال هجوم الصواريخ والمسيّرات الذي شنته إيران على دولة الاحتلال في إبريل/نيسان الماضي.
وكشفت تقارير صحفية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن زوجة نتنياهو ونجله الأكبر “يائير” يضغطان عليه من أجل الإقامة في الملجأ، حيث قال موقع يديعوت أحرونوت إن إشاعات سادت مؤخرًا بأن سارة شوهدت في الفترة الأخيرة في الملجأ.
وأصدرت الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرييل شارون قرارًا بتدشين الملجأ عام 2002، لكن القرار النهائي بتدشينه تم اتخاذه من قبل حكومة إيهود أولمرت عام 2007، كأحد القرارات التي تم اتخاذها عقب حرب تموز 2006 في لبنان.
ولفتت الصحيفة إلى أن إنشاء الملجأ جاء بهدف تمكين الحكومة والجهات المدنية ذات العلاقة من إدارة شؤون الكيان، عندما يكون تحت وطأة تهديدات متعددة، وضمن ذلك تهديد هجمات جوية وسيبرانية.
وقالت الصحيفة إن لجنة “فينوغراد” التي حققت في أسباب قصور جيش الاحتلال خلال حرب تموز 2006، هي من أوصت بتدشين الملجأ، من منطلق أن تدشينه يساعد على تحسين مستوى التنسيق بين المستويين السياسي والعسكري، حيث تم الإعلان عن تدشينه رسميًا في عام 2011 بعهد حكومة بنيامين ننياهو.
وبلغت نفقات تدشين “مركز إدارة الأزمات الوطنية” عدة مليارات من الشواكل، حيث يشرف على إدارته “مجلس الأمن القومي” وديوان رئيس الحكومة في دولة الاحتلال، وهو مزود بمنظومات تأمين وحماية في مواجهة الهزات الأرضية، والهجمات النووية والكيميائية والبيولوجية.
ويضم الملجأ صالات لعقد اجتماعات، وغرف نوم ومكاتب، وغرفة طعام كبيرة، بشكل يسمح لأعضاء الحكومة وأصحاب المناصب ذات العلاقة بإدارة الأزمات بالإقامة فيه لفترات طويلة، وفق ما نقلته الصحيفة عن أحد الصحفيين الإسرائيليين.
وقال الصحفي الإسرائيلي، إن إحدى سمات الملجأ أنه لا يسمح بتسريب ما يدور من اجتماعات داخله، لأنه لا يسمح للهواتف الخليوية باستقبال المكالمات والرسائل، فالذين يسمح لهم بدخول الملجأ مطالبون بترك هواتفهم النقالة في الخارج.
كما تم ربط الملجأ بكل من مقر حكومة الاحتلال، والمقر الرسمي لإقامة عائلة رئيس الحكومة في القدس المحتلة، حيث أنجز الربط في 2009، وهو ما أطلق عليه “مشروع ألموغ”.