مخاوف من امتداد حرب “حزب الله” وإسرائيل للخارج

قال محللون وخبراء في الشأن الدولي، إن استهداف سفارات ومقار دبلوماسية لإسرائيل في كل من العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، والعاصمة السويدية استكهولم، بمثابة نقل الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل إلى الخارج لا سيما في دول أوروبية.

وأوضح المحللون أن ذلك سيحمل أزمة لإسرائيل حيث ستكون بمثابة “مواجهة” غرضها الانتقام، ولا يمكن التحكم بأدواتها، من خلال أجيال شابة ينحدرون من أصول عربية أو دول أخرى، ترفض حرب إسرائيل في غزة ولبنان.

وتوقع المحللون أن تكون عمليات الاستهداف المتوقعة لمقار دبلوماسية إسرائيلية في أوروبا، ليست مخططة وأن تتم بمجهودات ذاتية أقرب إلى مشاهد “الذئاب المنفردة”.

وأشاروا إلى أن هذا النوع من العمليات، له رصيد سابق في سنوات ماضية، بوقائع استهداف سفارات ومقرات دبلوماسية، قامت بها إيران وما ينطوي بداخلها من أذرع، وهذه العمليات السابقة، نفذها عناصر من “حزب الله” في أوروبا، ومع التطورات الأخيرة، قد تأخذ فصلاً جديدًا، بوادره ظهرت في واقعتي السويد والدنمارك.

ويقول رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب جاسم محمد، إن ما حدث في الدنمارك والسويد من استهدافات بالقرب من السفارة الإسرائيلية، نتاج منتظر لتوسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط إلى دول أخرى بعيدة، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على أمن واستقرار دول الاتحاد الأوروبي، التي تعيش في انقسام سياسي ومجتمعي، بسبب الحرب التي جاءت بالعدوان على غزة، وتحولت إلى مناطق أخرى منها جنوب لبنان.

وأوضح جاسم، أن انتقال المواجهة إلى القارة العجوز في مشهد مثل استهداف سفارة إسرائيل في الدنمارك والسويد، انعكاس منتظر أدركته وتوقعت به مسبقًا، أجهزة استخبارات في دول أوروبية، بأن هذه الحرب وتبعاتها وتوسعها، سيحمل تهديدات للأمن القومي، وعلى مستويات أخرى بدول أوروبية.

وتابع جاسم بأن حدوث هذه العمليات، واقع مرتبط بما وصلت إليه الحرب على غزة وتوسيع رقعة الصراع إلى الهجوم على جنوب لبنان من جانب إسرائيل، وما صاحب ذلك من تطور نزاعات ومواجهات إقليمية ودولية، وصل إلى الضرب والرد المباشر بين إسرائيل وإيران، وما يدور من توتر في البحر الأحمر والممرات المائية الدولية.

ويؤكد المحلل السياسي د. سعد الحامد، أن هذا النوع من العمليات، له رصيد سابق في سنوات ماضية، بوقائع استهداف سفارات ومقرات دبلوماسية، قامت بها إيران وما ينطوي بداخلها من أذرع، وهذه العمليات السابقة، نفذها عناصر من حزب الله في أوروبا، ومع التطورات الأخيرة، قد تأخذ فصلا جديدًا، بوادرها ظهرت في واقعتي السويد والدنمارك.

ويرى الحامد، أن الانتقال إلى فصل استهداف السفارات في الخارج أو عمليات متبادلة في الخارج، يندرج في إطار الحرب الجيوستراتيجية بين إسرائيل وإيران التي لم تستطع تقديم رد واضح تجاه ما تقوم به تل أبيب، بجانب اختراقات كبيرة قامت بها إسرائيل بالداخل الإيراني فضلًا عن تعطيل “حزب الله” باستهداف القيادات والحرب المستمرة على جبهة جنوب لبنان، جعل إيران تتحرك مجددًا بإستراتيجيات الحرب الخفية عبر الوكلاء، والتي من صورها استهداف السفارات والبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية، تكون في شكل هجمات انتقامية للرد على ما تم على العمل الاستخباراتي التي نجحت فيه تل أبيب.

واستكمل “الحامد” بضرورة الوضع في الاعتبار، أن الدعم الأمريكي الكبير لتل أبيب، يؤثر في ردود إيران التي لن تستطيع الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل، فيكون التصرف هو اللجوء إلى هجمات وضربات قد تأخذ أشكالًا أخرى من بينها السير في استهداف مقار وبعثات دبلوماسية لإسرائيل بالخارج، ومن المتوقع أن يكون هناك جانب آخر من ذلك عبر عمليات اغتيالات بحق شخصيات ومسؤولين إسرائيليين في الخارج، في ظل الحرب الاستخباراتية المفتوحة بين الطرفين.

ويرى الباحث في العلاقات الدولية هاشم سليمان، أن انتقال الحرب بين حزب الله وإسرائيل للخارج لا سيما في دول أوروبية، سيكون مصدر أزمة لإسرائيل؛ لأنه لن يكون هناك قدرة على السيطرة عليها، لا سيما أن الحرب التي أشعلتها إسرائيل في الشرق الأوسط ما بين غزة ولبنان، وتتحرك إلى دول أخرى، سيواجهها “أنصار” من الممكن أن يتحركوا في عمليات ليست مخططة بمجهودات ذاتية أقرب إلى “الذئاب المنفردة” بضرب أهداف لإسرائيل بهدف الثأر.

ورأى سليمان أن الأجيال الجديدة من الشباب والمراهقين من جاليات عربية أو جاليات متضامنة ضد النهج الإسرائيلي والمجازر التي ترتكب على أكثر من جبهة، ستتحرك في هذا الإطار إلى عدة مواقع سواء لبعثات دبلوماسية وسفارات ومراكز ثقافية ورياضية وتجارية إسرائيلية أو لها علاقة بإسرائيل أو داعمة لها، وهو ما سيجعل الأمن والاستخبارات الأوروبية في مواجهة مرهقة من الصعب التعامل معها.

وأردف أن هناك جاليات عربية عاشت وتربت في دول أوروبية، فضلًا عن جاليات أيضًا من إيران وأفغانستان وباكستان، ترى وقوع ظلم وقهر من إسرائيل على الفلسطينيين، لا سيما في غزة، وانتقل إلى لبنان، في وقت يرون فيه دعمًا من الدول التي يعيشون فيها لِما تقوم به إسرائيل وهو ما يهدد بهجمات من الممكن أن تحمل جانبًا تنظيميًّا وأخرى قد تكون فردية، تتحول إلى تحد على أراضي الدول الأوروبية، وقد تكون واقعة الدنمارك وبالتالي السويد نقاط انطلاق.

“إرم نيوز”

شاهد أيضاً