بلسم الروح

د. صالح الشقباوي

لم يعد للكلام معنى رغم ان المعنى لا يستقيم الا بالكلام ،فنحن نعيش زمن اغتراب كلي عن كل شئ
عن الوطن وعن الفكرة وعن الجسد وعن الروح ..باختصار نحن نعيش زمن اغتراب الكل عن الكل..فوطنك يتعرض للاحتلال ..وشعبك يقتل..وانت داخله لم تحرك ساكنا
الأمر لا يعنيك
وانت اصلا وجدت باسمه
تاكل باسمه وتعيش باسمة
تتقاضى راتبك باسمه
تلبس بدلتك باسمه
تلبس حذاءك باسمه
وتخلع نعليك باسمه
تركب سيارتك باسمه
تتنفس هناك باسمه
سرقت منه كل شئ
ولم تعطيه شئ
حتى اسمك مأخوذ من اسمه
اخذت كل شئ منه باسمه
ولم تعطيه شيئا
يا ابن التراب
المتمرد ع الطين
فاين انت من اذرعه المرتدة للماء شاهدة
بعت الفاء واشتريت بثمنها
حزمة نسيان كائن من عجين
اشتريت بثمنها سكوت العاجزين
ارتميت بجسدك ع الطرقات كمسكين
التوت اذرعه ونسى كيف ولدت حطين
كيف حملنا السيف جيلا بعد جيل
ففلسطين يا صديقي الجنرال
لا يحررها كلام عن كلام ولا فوهات بنادق الصامتين.. المشردين ع أعتاب الغياب حضورا افاكين..عاجزين حتى عن مناصرة حقهم يهربون منه كيف يوقفوا هروب نعمتهم..وزوالها..فاي نعمة تشترى وثمنها وطن وشعب وقضية وشهداء وجرحى وثكلى تايهين
ابلمال بعنا الكرامة
لاشتري الصمت والعجز
ونقعد لنعد قتلتنا نائمين
منبطحين
منشكحين
يا له من عار
ثمنها سكون وصمت مريب عن انين وارجاع أهلنا في غزة..فهل يسكت وطن ع وطن
ام تصمت الحجارة ع قبور اصحابها
واجداثهم الجماعية
نحن لم نتشبه بكم
وانتم لا تشبهونا
فقد اقتربت عيونكم من زرقاوة الآخر وهجرة مقلة حزنها ودموع عينيها

فالحارة محت اسمك من لونها المجبول من ماء ودم وطين
هذه هي وصايانا العشر يا ابن فلسطين
لاتكن كما كانوا لأكثر من أب فامك واحدة
من حرائر الحجر والزيت والزعتر والصبر والتين
لا تشاركهم احلامهم في كون لا وجود لك فيه..لا تشاركهم الفكرة التي في أرضها لا يفقص حمامك..خذ ترابك وانشره ع وجهك وانصرف فاتورة ليست من شيمك لا تكابر واعترف..فأنت وان جار عليك الزمان بحفلة نقود تبقى ذهبا فلا تعترف..ارحل ومن هذا الماء لا تبتل ولا تغترف
فأنت لست من نسلهم وان شاركتهم بفؤادك المصير…فأنت ستموت حزنا ع حزنك كالشاة او البعير.

شاهد أيضاً