السياسي – قال محللون، الأحد، إن “الضربة التي شنها حزب الله اللبناني ضد موقع عسكري لجيش الاحتلال في الشمال الفلسطيني المحتل، والتي استخدم خلالها طائره مسيّرة، أدت إلى سقوط قتلى وعشرات الإصابات، نقطه تحول في طبيعة الصراع بين قوات الاحتلال وحزب الله، من شانها أن تلقي بظلالها على شكل المرحلة المقبلة”.
وقال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إن “حزب الله بضربته بسرب من المسيرات على موقع عسكري في حيفا، قلب كل المعادلة وأثبت قدرته على رسم معالم المستقبل، ما يعكس استعادته القدرة على المبادرة وتوجيه ضربات في عمق الاحتلال”.
وشدد القرا على أن “هذا الهجوم يمثل تحولا في ميزان القوة بين الجانبين، ويعزز من قدرة الحزب على استخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة كوسيلة فعالة في التصعيد العسكري”.
وأردف أنه “يبدو أن الحزب يسعى لتعزيز الردع وفرض معادلات جديدة من خلال ضرب أهداف استراتيجية في مناطق حساسة داخل الأراضي المحتلة، ما يعكس تطورا نوعيا في قدراته العسكرية وقدرته على استهداف العمق الإسرائيلي”.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي نجيب مفارجة من جهته، أن “ما حصل اليوم يعتبر ضربه أمنيه قبل أن تكون ضربه عسكريه لدولة الاحتلال”.
وتابع خلال حديثه، أن “نجاح حزب الله بضرب موقع عسكري حساس بهذا الشكل والاتقان، وبهذه القوة، يدل على أنه يمتلك معلومات استخباراتية، ويثبت تفوق المقاومة في حرب المعلومات، وهذا يعيدنا إلى تاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت، عندما استطاعت حركه حماس أن تشن عمليتها في مستوطنات الغلاف غزه بعد عمليه تضليل وتكتم عن المعلومات ونجاح باهر في الوصول إلى أهدافها كما خطط لها”.
ورأى مفارجة أن “ما حصل هو مرحلة جديدة في المعادلة مع الاحتلال”، وتابع: “الاحتلال الذي يتفاخر بتفوقه الاستخباراتي اليوم أمام فشل ذريع وجديد، فكيف لحزب الله أن يمتلك هذا الكم الهائل من المعلومات، عن أماكن وجود الأسلحة والمخازن والمنشآت الحساسة، وأماكن تجمع الجنود وعدد تجمع الجنود قبل أن ينفذ مثل هذه العملية الناجحة”.
ومما يزيد حساسية هذه العملية وأهميتها كما يقول مفارجة، أنها “تأتي بعد ساعات قليلة من تفاخر الاحتلال وإعلانه عن تركيب منظومة دفاع أمريكية جوية رابعة، كان من المقرر لها أن تزيد من إمكانية اعتراض الصواريخ والمسيرات التي تنطلق من لبنان، أو حتى من الدول المجاورة، وهذا بحد ذاته فشل أخر سيلقي بظلاله السلبية على الاحتلال”.
ولفت مفارجة إلى أنّ هذه الضربة “تأتي استكمالا وتتويجا لسلسله الضربات السابقة على مدار عده أيام شهدت تصورا ملحوظا في أداء حزب الله العسكري وحجم هائل من الصواريخ والمسيرات التي أطلقت نحو مدن الشمال، رغم تفاخر وادعاء لاحتلال بأنه استطاع القضاء على جزء كبير من القوة العسكرية لحزب الله”.
وأفادت وسائل إعلام “إسرائيلية”، مساء الأحد، بأن “نحو 67 جنديا أصيبوا من جراء غارة شنتها طائرة بدون طيار بالقرب من بلدة بنيامينا التابعة لمدينة حيفا”.
وقالت صحيفة /هآرتس/ إن 4 من المصابين بحالة حرجة، و5 منهم في حالة خطيرة.
ونقلت عن خدمات الإنقاذ التابعة لمنظمة “نجمة داود الحمراء” أنه لم يتم تشغيل صافرات الإنذار في المنطقة التي ضُربت.
ونقلت القناة الرسمية الخاصة بالجيش الإسرائيلي على “تلغرام”، عن المتحدث العسكري قوله إن سلاح الجو “اعترض طائرة مسيّرة في المجال البحري الشكالي تم إطلاقها من الأراضي اللبنانية”.
ونقلت قناة /الجزيرة/ الفضائية عن مصدر قيادي في “حزب الله” اللبناني، أن “الحزب هاجم بسرب من المسيرات الانقضاضية معسكرا تابعا للواء غولاني في بنيامينا جنوبي حيفا، شمال فلسطين المحتلة”.