السياسي – قال مدير عام دائرة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية إياد زقوت، إنّ جيش الاحتلال يتعمد منع طواقم الإسعاف من الوصول إلى المصابين داخل مخيم جباليا للاجئين الذي يتعرض لعملية عسكرية عنيفة منذ 11 يومًا.
وأوضح زقوت في تصريحٍ اليوم الثلاثاء، أنّ العشرات من المحاصرين في جباليا يستهدفهم الاحتلال ويمنعنا من إنقاذ حياتهم، وعدد منهم فارق الحياة بعد ساعات من النزيف المتواصل.
وأضاف أنّ الاحتلال يمنع تنقل سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ من مدينة غزة صوب مناطق شمال القطاع، مشيرًا إلى أنّهم يتحركون بحذرٍ شديد للوصول إلى أكبر قدرٍ ممكن من العالقين والمصابين في الأماكن المستهدفة.
ولفت أنّ الاحتلال لا يزال يمنع إدخال وحدات الدم اللازمة من مستشفيات جنوب القطاع إلى محافظة غزة وشمالها؛ لإنقاذ حياة مئات الجرحى والمرضى، كما أنّه يمنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل مركبات الإسعاف.
ويبلغ عدد سيارات الإسعاف في شمال غزة 6 سيارات فقط، 4 منها تابعة للخدمات الطبية، واثنتان تابعتان لجهاز الدفاع المدني، وهي مهددة بالتوقف بسبب الأعطال التي سببها العدوان والنقص الحاد في الوقود، وفق تقارير صحفية.
وأكد زقوت أنّ قرار الاحتلال بترك المصابين وحدهم، يعني الموت المحقق لكل من يُصاب في بؤر الاستهداف بالشمال، منوهًا إلى أنهم يتلقون يوميًا عشرات المناشدات ونداءات الاستغاثة من المحاصرين لإنقاذ حياتهم.
من جانبه أفاد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، بـ “وجود عشرات المصابين في شوارع جباليا ومنازلها لكن يتعذر الوصول إليها؛ بسبب عدم السماح لنا بالتحرك بحرية لأداء واجبنا الإنساني”.
وتابع بصل أنّ “عددًا من المصابين كان بالإمكان التعامل معهم وإنقاذ حياتهم، لكن الاحتلال رفض السماح لنا بالتحرك صوبهم، ففارقوا الحياة”، مشددًا أنّ ترك المصابين ينزفون حتى الموت مخالف لكل القوانين الدولية.
وأشار إلى أنّ هناك جثامين شهداء ملقاة في الشوارع لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها، وتنهشها الكلاب الضالة، واصفًا ما يحدث في شمال القطاع منذ 11 يومًا بأنه “إبادة حقيقية تُمارس بحق المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن وذلك على مرأى ومسمع العالم دون رادع”.
ومنذ 11 يوما، يواصل جيش الاحتلال حملة الإبادة والتجويع بحق سكان محافظة شمال قطاع غزة التي تضم بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا،ويكثف الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل، مع حصار مطبق يمنع خلاله دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة.
وفي هذا السياق، وثق فريق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مئات الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف التي تستهدف المنازل ومراكز الإيواء والشوارع في شمال قطاع غزة، قائلًا إنّ “العديد من الضحايا والمصابين لا يزالون في الشوارع أو المنازل لتعذر نقلهم إلى المستشفيات، حيث تفرض القوات الإسرائيلية حظرًا بالنار على حركة سيارات الإسعاف في أغلب أنحاء جباليا ومخيمها”.
وأضاف المرصد الحقوقي في بيانٍ أن استقبال الضحايا والمصابين يقتصر على مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، “حيث تعمل الطواقم الطبية في ظل ظروف بالغة الصعوبة وإمكانات محدودة”.
وعن سياسة التجويع قالإنّ نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال غزة غير قادرين على الحصول على أي مواد غذائية أو ماء للشرب، نتيجة حصارهم داخل منازلهم أو مراكز الإيواء التي يلجؤون إليها”.
واعتبر الأورومتوسطي أنّ ما يحدث في شمال قطاع غزة “واحدة من أكبر جرائم القتل بالتجويع”، مؤكدًا أن هناك نية واضحة باستخدام التجويع كسلاح قتل وفرض أحوال معيشية يقصد بها التدمير الفعلي للفلسطينيين في قطاع غزة.
ولفت أن سياسة منع المساعدات الغذائية تشمل أيضًا مدينة غزة، حيث يعيش نحو 200 ألف فلسطيني آخرين، “وهؤلاء يفتقرون إلى أماكن الإيواء ولا تتوفر لديهم أية مواد غذائية”.
هذا وقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي أمس الاثنين أن الاحتلال “يمارس الكذب ويحاول تضليل الرأي العام بادعاء إدخال طحين إلى شمال غزة، بينما هو يُحكم الحصار والإغلاق المطبق منذ 170 يومًا بشكل متواصل على محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، ويغلق جميع المنافذ الإنسانية”.
ووصف “الإعلام الحكومي”، أن ما يجري في شمال قطاع غزة “هي إبادة جماعية وتطهير عرقي بشكل فعلي وعملي، وتدمير كلي للمنازل وللأحياء السكنية والشوارع والطرقات والبنية التحتية وللمستشفيات والمدارس والمساجد ولكل القطاعات الحيوية”.
وأوضح، أن العدوان في شمال القطاع “يأتي ضمن خطة التهجير الأميركية -الإسرائيلية التي تعد أكبر وأخطر مخطط لهما في القرن الحادي والعشرين”، وتُعرف إعلاميًا بـ “خطة الجنرالات”.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن “الاحتلال يسعى لإسقاط المنظومة الصحية، وتحويل الشمال إلى منطقة خراب ودمار شامل”، داعيًا، المجتمع الدولي وكل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم المستمرة.
وأدت جرائم الاحتلال المتواصلة في جباليا ومحيطها إلى استشهاد أكثر من 350 فلسطينيًّا غالبيتهم نساء وأطفال، وإصابة مئات آخرين، وفق مصادر طبية رسمية.