قد لا تبدو علاقة بين انقلاب حماس على السلطة أو ما سمته (الحسم) في ١٤ يونيو ٢٠٠٧ وعملية طوفان (الاقصى) ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ولكن المشترك هو دور إسرائيل الرئيسي في الحدثين موظفة أدوات فلسطينية وخصوصا حركة حماس. الحدثان كانا جزءا من استراتيجية إسرائيلية لتدمير المشروع الوطني وافشال حل الدولتين من خلال خلق فتنة داخلية بين الفلسطينيين وفصل غزة عن الضفة.
ولنلاحظ المشترك التالي بين الحدثين:
سبق الانقلاب وفصل غزة عن الضفة ما يلي:
1- إفشال كل جهود المصالحة بما فيها اتفاق مكة وفشل جهود الوفد الأمني المصري المقيم في غزة في وقف الاشتباكات والمواجهات المسلحة بين فتح وحماس وحالة الفلتان الأمني.
2- حاصرت إسرائيل السلطة قبل الانقلاب وتوقفت رواتب موظفيها وأجهزتها الأمنية وكان حال هذه الأخيرة يرثى لها وخصوصا في قطاع غزة.
3- مقابل حصار السلطة وضعف تسليحها كانت حماس تزيد من قدراتها العسكرية وخصوصا في القطاع على مسمع ونظر إسرائيل وكانت تتدفق لها الأموال من كل الجهات.
4- قبيل الانقلاب غادر كل قيادات السلطة ومنظمة التحرير وحركة فتح القطاع وكأنهم يعلمون بما هو آت.
كما كان الانقلاب والانقسام مخططا إسرائيليا وكان بمثابة النكبة الفلسطينية الثانية أيضا كانت عملية الطوفان وحرب الإبادة على غزة استكمالا للنكبة الثانية وقبلها الأولى ٤٨ وهي النكبة الثالثة.
فلم يكن السابع من اكتوبر (طوفان الأقصى) مفاجئة لإسرائيل بل كانت تعلم به وشريك في حدوثه وهيأت شروط الانتصار في الحرب المُعد لها مسبقا على كافة المستويات ونلاحظ ذلك من خلال:
1- فلسطينيا جعلت إسرائيل سلطة حماس وسكان القطاع يعتمدون على ما تسمح به من بضائع ووقود تمر عبر ممرات تتحكم بها كليا: كرم أبو سالم ومعبر رفح ومعبر بيت حانون، كذلك جعلت حماس تعتمد على الأموال التي تأتي من قطر ومداخيل عمال غزة في الأراضي المحتلة ١٨ ألف عامل وعندما حدثت الحرب قطعت شريان الحياة عن غزة وحماس.
2- خروج أو إخراج كل القيادات والمسؤولين السياسيين وحتى الإعلاميين في حماس خارج القطاع قبيل عملية الطوفان.
3- قبل سنوات من الطوفان هيأت إسرائيل وأمريكا المنطقة من خلال التطبيع والاتفاقات الابراهيمية والاتفاقات الأمنية الاستراتيجية مع دول المنطقة لتضمن عدم تدخلها في الحرب.
4- المبالغة في الحديث عن الخطر النووي الإيراني ومحور المقاومة وانهم يهددون وجود دولة إسرائيل والسلام العالمي حتى تبعد الإنظار عن معركتها الحقيقية في فلسطين.
قد يتساءل البعض: وأين القيادة والمنظمة والسلطة من كل ما سبق؟
للأسف كانت القيادة الفلسطينية تعرف بهذه المخططات الإسرائيلية والعلاقات الخفية بين إسرائيل وحماس ولكنها عاجزة عن وقف هذه المخططات بل أقول إن بعض مكوناتها كان شريكا في حدوث النكبة الثانية(الانقسام) وعجزها وفشلها طوال سبعة عشر عاما في إنهاء الانقسام واهمالها لاستنهاض وتفعيل منظمة التحرير وحركة فتح واستمرار مشاركتها بحوارات مصالحة عبثية واستمرارها في المراهنة على تسوية سياسية مع العدو ،كل ذلك يحملها جزءا من المسؤولية عن كل ما يجري.