على مر تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، اتجه المرشحون للرئاسة للاعتماد على طرق عديدة للترويج لحملاتهم الانتخابية وبرامجهم السياسية أملا في التأثير على الناخبين والفوز بأصواتهم. وقبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، لجأ المرشحون لاستخدام طرق دعائية غريبة تراوحت بين الأناشيد وعلب السجائر والألعاب والإشهارات التلفزيونية التي كانت على شاكلة صور متحركة.
وصنفت انتخابات العام 1840 من قبل العديد من المؤرخين كأول انتخابات حديثة بالتاريخ الأميركي حيث شهدت هذه الانتخابات حملات دعائية كبيرة وتميزت بانتشار الأناشيد والأغاني التي استخدمت إما لتلميع صورة أحد المرشحين أو لتشويهه. وبانتخابات العام 1840، حاول الديمقراطيون تشويه مرشح اليمين وليام هنري هاريسون (William Henry Harrison) عن طريق وصفه، بأناشيدهم وكتاباتهم، بالرجل الريفي البسيط الذي يشرب عصير التفاح وينام بكوخ خشبي. إلى ذلك، لعب هذا الوصف دورا معاكسا حيث جعل من هاريسون، الذي لقب بمرشح عصير التفاح والكوخ الخشبي، محبوبا بين الجماهير.
من جهة ثانية، ألف أعداء المرشح الديمقراطي، الذي كان حينها يشغل منصب الرئيس، مارتن فان بورين (Martin Van Buren) أغنية للسخرية منه والتقليل من شأنه. وبتلك الفترة، حملت الأغنية اسم “فان الصغير، الرجل منتهي الصلاحية”.
الدعاية والاستفتاء عبر علب السجائر
وخلال القرن التاسع عشر، مثلت علب السجائر أهم شيء يمكن استخدامه للدعاية خلال فترة الانتخابات. فبتلك الفترة، لم يتردد المرشحون في إلصاق صورهم وشعاراتهم على علب السجائر. من جهة ثانية، مثل التدخين واستخدام التبغ أمرا منتشرا بالولايات المتحدة الأميركية، حيث اقتنى عدد كبير من الأميركيين علب السجائر بشكل يومي.
وبالسابق، أنتجت حملة هاريسون علب سجائر على شكل كوخ بينما عمدت حملة هنري كلاي لصناعة غليون على شكل رأسه. أيضا، اتجهت حملة وليام هوارد تافت لإنتاج سيجار يحمل صورته. وبحلول القرن العشرين، أصدرت شركات التبغ علب سجائر خاصة بكل مرشح عام الانتخابات. وبالتزامن مع ذلك، لم تتردد المحلات في بيع علب المتنافسين جنبا لجنب. ولفترة ما، استخدمت هذه العلب كنوع من أنواع استطلاعات الرأي غير الرسمية.
وخلال انتخابات العام 1952، توقعت أغلب المتاجر فوز أيزنهاور بالرئاسة. وقد جاءت هذه التصريحات حينها بسبب مبيعات علب السجائر التي حملت صور أيزنهاور. إلى ذلك، تواصل استخدام علب السجائر، على الرغم من مضار التدخين على الصحة، للدعاية بالانتخابات لأواخر الثمانينيات. فعام 1988، تواجدت علب سجائر حملت صور كل من جورج بوش الأب ومنافسه مايكل دوكاكيس (Michael Dukakis).
معكرونة وصابون
وخلال العام 1996، أنتجت مؤسسة كرافت (Kraft) علبا خاصة من منتج “mac & cheese” لتوزيعها بالمؤتمرات التي عقدها كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وبتلك الفترة، كانت قطع المعكرونة التي وضعت داخل هذه الصناديق إما على شكل حمير أو فيلة نسبة لشعاري الحزبين.
وعلى مر تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، ظهرت العديد من المنتجات التي ارتبطت بشكل وثيق بالمرشحين للرئاسة. وقد جاءت أغرب هذه المنتجات عام 1896 الذي شهد منافسة شديدة بين المرشح الجمهوري وليام ماكينلي (William McKinley) والمرشح الديمقراطي ويليام جينينغز برايان (William Jennings Bryan). وبهذه الانتخابات، اختلف الطرفان حول المسائل الاقتصادية. فبينما أيد الجمهوريون الحفاظ على معيار الذهب فضّل برايان البحث عن خطة بديلة وتعويضه ضمن خطة جديدة أطلق عليها الفضة المجانية.
وبانتخابات عام 1896، عمدت إحدى مؤسسات صناعة الصابون إلى ابتكار صابون على شكل أطفال صغار الحجم يتم وضعه داخل علبة كتب عليها إما “والدي يؤيد معيار الذهب” أو “والدي يؤيد الفضة المجانية”. وأحيانا، وضعت على العلب أسماء المرشحين للرئاسة. وبتلك الفترة، سخر كثيرون من هذه الفكرة وشبهوا العلب بتوابيت وضع داخلها أطفال من الصابون.