السياسي – قالت حركة حماس إن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ شهر كامل على شمال قطاع غزَّة، والذي يشهد إبادة وتطهيرًا عرقيًّا يهدف إلى تهجير سكّانها الثابتين في أرضهم، الرّافضين لمخططات العدو، بينما تتعرَّض منازلهم وخيام النازحين ومراكز الإيواء للقصف والحرق الوحشي والمتعمّد، إذ بات أكثر من 100 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة بلا مقوّمات للحياة الإنسانية، وقد ارتقى أكثرُ من 1800شهيدٍ بمحافظة شمال غزَّة، أغلبهم من النساء والأطفال.
وأضافت في بيان مفصل ومطول أن الاحتلال «الصهيوني» يواصل حربه الوحشية منذ أكثر من عام ضد المنظومة الصحية في قطاع غزَّة عبر قصفها وحصارها، واعتقال وقتل الكوادر الطبية، والإحراق المتعمّد لمخازن الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنع إمدادها بكل مقوّمات وإمكانيات استمرار عملها الإنساني على مدار أكثر من عام، إذ دمّر وأخرج كلّ مستشفيات شمال قطاع غزَّة عن الخدمة.
-شراكة دولية في المجازر
وأضاف البيان أن هذه المجازر والإبادة الجماعية تجري بدعم وشراكة كاملة من الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية بكلّ أشكال الدَّعم السياسي والدبلوماسي والعسكري والأمني، وَوَسط تقاعس وتخاذل دولي وعربي وإسلامي رسمي في وضع حدّ لهذه الإبادة الجماعية، التي تجري أمام سمعِ وبصرِ العالم في انتهاكٍ صارخٍ واستهتارٍ بقرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء العدوان على قطاع غزَّة فورًا، وبأوامرَ محكمةِ العدلِ الدوليَّة باتخاذِ تدابيرَ لمنعِ أعمالِ الإبادةِ الجماعيةِ وتحسينِ الوضعِ الإنسانيّ الكارثيّ في قطاع غزَّة.
وأكدت الحركة في بيانها على تحميل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بدوله ومؤسساته ومنظماته المسؤولية السياسية والأخلاقية عن استمرار هذه الجرائم والمجازر، مؤكدة أنَّها لن تسقط بالتقادم، ولن يكون مرتكبوها والمشاركون في دعمها واستمرارها بمعزلٍ عن المحاسبة والمحاكمة العادلة مهما طال الزَّمن.
وأضافت أنَّ حرب الاحتلال على المستشفيات في قطاع غزَّة خصوصًا في شمال القطاع هي جرائمُ إبادة جماعية بحقّ «شعبنا»، وانتهاك صارخ لكلّ الأعراف والمواثيق الأممية والقانون الدولي الإنساني، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في إجبار الاحتلال لوقف استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والدفاع المدني.
-حظر عمل الأونروا
وأكدت حماس أنَّ إبلاغ الاحتلال الأمم المتحدة رسميًّا بقطع العلاقات مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بعد تشريعها الباطل حظر عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو محاولة صهيونية لطمس الشاهد الدولي والأممي على قضية اللاجئين الفلسطينيين، لشطب قضية اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم التي هجّرتهم العصابات الإسرائيلية منها قبل ما يزيد على سبعة عقودٍ من الزمان.
وتابعت قائلة إنَّ هذا القرار يؤكّد مجدّدًا إصرارَ هذا الكيان «الفاشي» على الاستهتار بكل القرارات الأممية والمواثيق الدولية، وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التحرّك الجاد والفعلي لتجريم هذا الكيان وعزله وطرده من كل مؤسسات الأمم المتحدة، حفاظًا على استقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين.
-فشل تصفية القضية
وأدان البيان هجمات المستوطنين على قرى وبلدات الضفة الغربية ومدنها، كما أكد أنه رغم مرور 107 أعوام على وعد بلفور المشؤوم إلا أنَّ كلّ محاولات تصفية قضيتنا وتهجير وإبادة شعبنا لم تفلح، وأنَّ الإرهاب والعدوان الصهيوني المدعوم أميركيًّا وغربيًّا مهما بلغ في إجرامه وقوّته لن يتمكّن من كسر إرادة شعبنا ومقاومتنا في تحقيق تطلعاتنا في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ويحمّل بريطانيا المسؤولية القانونية والأدبية والمادية عن معاناة الشعب الفلسطيني طوال ما يزيد على قرن من الزمان.
-ضربات المقاومة
وأكد البيان أن الاحتلال تلقّى ضرباتٍ مُوجعةً من المقاومة في قطاع غزَّة على مدار شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي فقط، إذ مُني خلالها بخسائرَ مؤلمة في جنودِه وضبَّاطِه وآلياتِه العسكرية، كما يعيش أركانُ حربِ الاحتلال صراعاتٍ داخليةَ وتفكّكًا في جبهته الداخلية وتخبّطًا وخوفًا من أرقام وفاتورة وحجم الخسائر في صفوف جيشهم في ظل تَبَاعُدِ المجرمِ نتنياهو عن تحقيقِ أيٍّ من أهدافه في غزَّة عدا ارتكابه مزيدا من الإبادة الجماعية بحقّ المدنيين العزل من أبناء شعبنا.
-تسريبات نتنياهو
وأكدت الحركة أن فضيحة التسريبات من مكتب نتنياهو تشير إلى تسريب مواد، وبعضها جرى التلاعب به، استخدمت كذرائع لأخذ قرارات أو تبرير قرارات في إطار جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا، مضيفة أن انكشاف خيوط هذه الجريمة يؤكّد أنَّ ما جرى من عدوان كان عن سبق إصرار ويرتبط بسياسة حكومة نتنياهو بإبادة شعبنا.
ودعت حماس محكمة العدل الدولية والمدعي العام لدى محكمة الجنايات الدواية إلى ملاحقة هذه القضية، وملاحقة نتنياهو وفريقه الحكومي كمجرمي حرب.
-المباحثات مع فتح
وبشأن المباحثات بين حماس وفتح في القاهرة، قالت الحركة إنه جرى عقد لقاء مع الإخوة في حركة فتح بدعوة مصرية كريمة، إذ جرى بحث مختلف القضايا الوطنية خاصة الحرب على غزة وسبل العمل وطنيًّا لمواجهة مخططات الاحتلال على قاعدة الإجماع الفلسطيني برفض أي ترتيبات يراد فرضها علينا. والتأكيد على أن إدارة شؤون شعبنا سواء في قطاع غزة أو الضفة أو الشتات، هي شأن فلسطيني خالص يجري بالتوافق الوطني.
وأكدت الحركة أنه جرى نقاش عديد من الأفكار من ضمنها تشكيل هيئة لمتابعة أمور غزة واحتياجاتها في مختلف القضايا. إلى حين تهيئة الظروف لتشكيل حكومة توافق وطني، وقد كانت أجواء اللقاء إيجابية وصريحة.
-مفاوضات الهدنة
كما أكدت الحركة تواصلها مع عمقها الوطني والعربي والإسلامي والدولي عبر لقاءات بنّاءة وجادّة ومساع متواصلة لحشد الجهود من أجل وقف العدوان ضد شعبنا في قطاع غزَّة، مشيرة إلى أنها تتعامل بإيجابية مع أيّ مقترحات وأفكار تضمن وقفَ العدوان وانسحابَ الاحتلال من غزّة، وعودة النازحين وإغاثة أهلنا وكسر الحصار وإعادة الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل حقيقية.
وأضافت أن مفتاح التوصل لاتفاق ينهي هذه الحرب ويوقف العدوان على شعبنا، ويحقق صفقة تبادل للأسرى، هو العودة لاتفاق 2 يوليو/ تموز الماضي، وتطبيقَ قرارِ مجلسِ الأمنِ 2735، مطالبة بتصعيد الضغوط على نتنياهو ومنعه من مواصلة تعطيل الاتفاقات، فهو من يتحمل مسؤولية إفشال جهود الوسطاء طيلة الأشهر الماضية.
-الانتخابات الأميركية
وأكدت الحركة أنه مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية فهي لا تعني الحركة ولا شعبنا الفلسطيني، معتبرة أن الإدارة الأميركية السابقة والحالية كانتا شريكتين وداعمتين لهذا الكيان الصهيوني في حربه وعدوانه على شعبنا وقضيتنا الوطنية، وعلى الإدارة الأميركية الجديدة أن تراجع سياسة الانحياز والدّعم للاحتلال وجرائمه، وأن تكفّ عن تعطيل الإرادة الدولية في تجريم الاحتلال ومنح حقوق شعبنا المشروعة في التحرير والعودة والاستقلال.