محللون: ترامب يسعى لـ”خارطة جديدة” تكبح جماح طهران وأذرعها

أكد خبراء، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيطمح لرسم “خارطة” جديدة للشرق الأوسط، التي كان يسعى لتنفيذها خلال ولايته الأولى.

وأوضحوا أن الخارطة التي يرغب ترامب في تنفيذها ستسير باتجاه القضاء على أذرع إيران ووكلائها في المنطقة، وكبح جماح طهران، وإيجاد طرق للتعامل مع المشروع النووي الإيراني.

وأشاروا إلى أن ترامب سيعمل على خارطة جديدة للشرق الأوسط لصالح ما يروج له كمخطط يراه المتطرفون المتدينون في إسرائيل، من “النيل إلى الفرات”.

وتقول الباحثة السياسية د. تمارا حداد إن “الخارطة المستقبلية للمنطقة مع ترامب ستعمل على القضاء على أذرع إيران وكبح جماح طهران، وإضعاف النظام الإيراني، وإيجاد حلول للتعامل مع البرنامج النووي”.

وتتوقع حداد، في هذا الصدد، أن “يشهد الشهران المقبلان توجيه ضربة قوية إلى إيران من خلال إسرائيل، ما قد يؤدي إلى إنهاء الوجود الفعال للأذرع الإيرانية، ومن ثم الاستعداد لرسم شرق أوسط جديد”.

وأضافت الباحثة السياسية أن “هذه السياسة قد تعمل على إعادة دمج إسرائيل في المنطقة وتقليل وجود الأذرع الإيرانية التي يرى فيها الجمهوريون سببًا في زعزعة أمن المنطقة، وهو ما يراه ترامب ونتنياهو من أولويات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”.

وأشارت حداد إلى أنه “بعد فوز ترامب، يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه الرابح الأكبر، حيث إن وجود ترامب سيساعده بشكل كبير في تنفيذ مشروعاته”.

وبينت أن “نتنياهو يطمح في استكمال إعادة هيكلة غزة واستقطاع ثلث القطاع، وإعادة السيادة الأمنية هناك بعد القضاء على حركة حماس، ثم إيجاد حلول جذرية في جنوب لبنان، تعتمد على إضعاف القوة العسكرية لحزب الله”.

وتابعت حداد أن “الفترة المقبلة، والتي تعتبر رمادية بين مغادرة الرئيس جو بايدن وتسلم ترامب خلال الشهرين المقبلين، ستشهد استغلال نتنياهو ضعف إدارة بايدن في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني وفقًا لرغباته، خاصة بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين يسرائيل كاتس، الذي يعتبر شخصية يمينية متطرفة، ويرغب في كبح جماح إيران”.

فيما يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن الأمريكي د. حسين الديك، أن “الشرق الأوسط مقبل على تغيرات كبيرة بعد عودة ترامب، حيث سيخطط لتحولات جيوسياسية مهمة بالتعاون مع حلفاء له في المنطقة”.

ولفت إلى أن “ترامب سيتجه إلى مشروع سياسي يهدف لإضفاء نوع من الهدوء والاستقرار في الأراضي الفلسطينية”.

وبين الديك أنه “فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لن يكون هناك جديد، لأن العلاقة الأمريكية- الإسرائيلية ثابتة ومؤسساتية، وتقوم على قيم إستراتيجية ومصالح متبادلة بين الدولتين، ولن يكون هناك فارق كبير بين بايدن وترامب فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

ويعتقد الخبير في الشؤون الدولية محمد رجائي بركات، أن “ترامب مع توليه المنصب في يناير/ كانون الثاني المقبل، سيزيد الدعم المقدم إلى تل أبيب، خاصة بعد تصريحاته السابقة بأن إسرائيل يجب أن تتوسع؛ ما يثير تساؤلات حول أين ستتوسع؟ وهل سيكون ذلك على حساب دول أخرى من المفترض أن تكون على علاقات جيدة مع واشنطن؟”.

وأكد بركات أنه “عندما سارع نتنياهو في تهنئة ترامب وأبدى سعادته بفوزه، فهذا يدل على أن ترامب سيعمل بالفعل على خارطة جديدة للشرق الأوسط لصالح ما يروج له من مخطط يراه المتطرفون في إسرائيل، من النيل إلى الفرات”، معتبرًا أن “النوايا واضحة في هذا الإطار”.

وختم بركات بقوله “ترامب سيعمل على إحداث تغييرات في المنطقة، ولكن هذا لا يعني أن بايدن كان منصفًا تجاه فلسطين ولبنان، بل سيعمل ترامب بشكل مباشر أكثر، وسيعطي للجانب الإسرائيلي ما يحتاجه لتحقيق أهداف إسرائيل في المنطقة”.

ـ”إرم نيوز”

تابعنا عبر: