اتخذت إسرائيل سلسلة إجراءات أمنية وسياسية في أوروبا عقب الأحداث، التي شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام في اليومين الماضيين، عندما تعرّض عدد من مشجعي نادي كرة قدم إسرائيلي للضرب، عقب قيامهم بهتافات مناهضة للفلسطينيين، وتمزيق أعلام فلسطين التي كانت على مبان في أمستردام.
وأسفرت اشتباكات بين مشجعين إسرائيليين لنادي “مكابي تل أبيب”، ومجهولين في العاصمة الهولندية أمستردام، فجر الجمعة، عن إصابة 10 إسرائيليين، حسبما أعلنت الحكومة الهولندية، بينما أطلقت حكومة إسرائيل “مهمة إنقاذ” وأرسلت طائرتين لإجلاء مشجعي الفريق الإسرائيلي، عقب الاشتباكات.
وشملت الإجراءات الإسرائيلية، إرسال وحدات أمنية من الدائرة المسماة “مكافحة الإرهاب”، الجمعة، إلى أمستردام، ورصد التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي في أوروبا، وتقديم شكاوى للسلطات في كل دولة ضد من تسميهم إسرائيل “محرضين”، وتقديم تعليمات لجمهور أنديتها الرياضية بشأن عدم السفر لحضور المباريات المقبلة في إيطاليا وبولندا وفرنسا، وتشديد الإجراءات الأمنية حول العاملين في سفاراتها في أوروبا، وتشغيل طائرات شركة “العال” الإسرائيلية، السبت، لنقل الإسرائيليين من أمستردام إلى تل أبيب وغيرها.
وهيمنت “أحداث أمستردام” على التغطية الإعلامية في إسرائيل، وغطت إلى حد كبير على أحداث الحرب على غزة ولبنان، وأثارت نقاشاً سياسياً وصل إلى حد مطالبة أحد قادة المعارضة، أفيجدور ليبرمان، جميع اليهود بترك أوروبا، والهجرة إلى إسرائيل خشية تعرضهم لـ”هولوكست جديد”، على حد تعبيره، بحسب موقع “الشرق” الإخباري.
ووصل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الجمعة، إلى أمستردام، واجتمع مع نظيره الهولندي، وطالب باتخاذ إجراءات قانونية ضد من وصفهم بـ”المعتدين” على الجمهور الإسرائيلي.
وأعلنت مدينة أمستردام، الجمعة، حظر المظاهرات لمدة 3 أيام، بعد الاشتباكات بين مشجعي كرة القدم الإسرائيليين ومجهولين، وصفتهم رئيسة البلدية بأنهم “مجموعات كر وفر معادية للسامية”.
وقالت رئيسة بلدية أمستردام، فمكه هالسما، إن مشجعي فريق “مكابي تل أبيب”، “تعرضوا للهجوم والإيذاء والرشق بالألعاب النارية” في أنحاء المدينة، مشيرة إلى أن شرطة مكافحة الشغب تدخلت لحمايتهم ومرافقتهم إلى الفنادق. وأضافت أن 5 أشخاص على الأقل تلقوا العلاج في المستشفى.
وأوضحت هالسما، أن هذه الأحداث فاجأت شرطة أمستردام، لأن أجهزة الأمن لم تصنف المباراة ضد أياكس أمستردام، بأنها عالية الخطورة. ويوصف أياكس أمستردام عادة بأنه “نادٍ يهودي”، وفق “رويترز”.
وأضافت أن “مجموعات الكر والفر المعادية للسامية” تمكنت من الهروب من قوة تتألف من نحو 200 شرطي.
وشددت السلطات في أمستردام، الإجراءات الأمنية في المدينة، حيث من المقرر إقامة فعالية عند نصب تذكاري يهودي، السبت.
وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 62 شخصاً للاشتباه بهم بعد المباراة، بينما حاول متظاهرون يناصرون الفلسطينيين الوصول إلى ملعب “يوهان كرويف”، رغم أن سلطات المدينة منعتهم من الاحتجاج هناك. وكان 10 منهم لا يزالون قيد الاحتجاز، الجمعة.
كما حظرت أمستردام، المظاهرات طوال عطلة نهاية الأسبوع، ومنحت الشرطة سلطات حالة الطوارئ في توقيف وتفتيش الأشخاص في مواجهة الاضطرابات التي كشفت عن الغضب العميق حيال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأظهرت مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدخل شرطة مكافحة الشغب في اشتباكات ردد فيها بعض المهاجمين عبارات معادية لإسرائيل. لكن بعض اللقطات أظهرت أيضاً مشجعين إسرائيليين يرددون شعارات معادية للعرب، قبل المباراة، مساء الخميس.
وقال جوني بوجربتسي، وهو مشجع إسرائيلي جاء إلى أمستردام لحضور المباراة: “رأينا مظاهرات كثيرة، وكثيرين من الناس يركضون. كان الأمر مرعباً حقا”.
وتجمع المئات، الخميس، لإحياء ذكرى “ليلة الزجاج المكسور” والتي استهدف فيها النازيون منازل ومصالح اليهود في أنحاء ألمانيا، يومي التاسع والعاشر من نوفمبر عام 1938.