السياسي – أكد السيناتور الأمريكي برني ساندرز أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أصبحت “أقل أمناً وأكثر عزلة” بسبب أفعالها غير الأخلاقية في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 13 شهرا.
ودعا ساندرز في مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست، إلى ضرورة أن تتوقف حكومة الولايات المتحدة عن انتهاك القانون بشكل صارخ فيما يتصل بمبيعات الأسلحة إلى دولة الاحتلال.
وقال ساندرز إن قانون المساعدات الخارجية لعام 1961 وقانون مراقبة تصدير الأسلحة واضحان للغاية ويفيدان بما يلي: لا يمكن للولايات المتحدة توفير الأسلحة لأي دولة تنتهك حقوق الإنسان المعترف بها دوليا.
وذكر أن المادة 620-I من قانون المساعدات الخارجية صريحة أيضا وتقول: لا يجوز تقديم أي مساعدة أميركية لأي دولة “تحظر أو تقيد بشكل مباشر أو غير مباشر نقل أو تسليم المساعدات الإنسانية الأميركية”.
وشدد على أن “إسرائيل” تنتهك هذين القانونين بوضوح وفقًا للأمم المتحدة، ومعظم المجتمع الدولي وكل منظمة إنسانية على الأرض في غزة.
-مشروع قانون للكونجرس
أعلن ساندرز أنه قدم مع زملاء له في الكونجرس قرارات مشتركة عدة بعدم الموافقة من شأنها أن تمنع مبيعات الأسلحة الهجومية إلى “إسرائيل”، وسوف تجري عمليات التصويت في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء.
وقال إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرفة لم تشن حرباً ضد المقاومة الفلسطينية فحسب بل إنها شنت حرباً شاملة أيضاً ضد الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى استشهاد أكثر من 43 ألف فلسطيني وجُرح أكثر من 103 آلاف آخرين، وربما يكون 60% منهم من النساء والأطفال وكبار السن في قطاع غزة الذي لا يتجاوز عدد سكانه 2.2 مليون نسمة.
ووجد تقييم أجرته الأمم المتحدة مؤخراً لصور الأقمار الصناعية أن ثلثي جميع المباني في غزة تضررت أو دمرت، ويشمل ذلك 87% من المساكن، و84% من المرافق الصحية، ونحو 70% من محطات المياه والصرف الصحي، كما تعرضت كل جامعة من جامعات غزة الاثنتي عشرة للقصف، فضلاً عن مئات المدارس.
وقد اضطر الملايين من الفقراء في غزة خلال العام الماضي إلى النزوح من منازلهم، وأُجبِروا على الإخلاء مراراً وتكراراً وهم لا يحملون معهم سوى الملابس التي يرتدونها، كما تم حشر الأسر في ما يسمى بالمناطق الآمنة، فقط لمواجهة القصف المستمر.
كما عانى أطفال غزة من مستوى من الصدمات الجسدية والعاطفية يكاد يكون من المستحيل فهمه، وسوف يظل هذا ملازماً لهم طيلة حياتهم.
وعلى الرغم من مدى بشاعة الوضع في غزة خلال العام الماضي، فإنه يزداد سوءاً بشكل لا يمكن تصوره حيث يشير العاملون في مجال المساعدات الإنسانية على الأرض إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال يعانون الآن من سوء التغذية والجوع بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات الإنسانية.
-التجويع سلاح الحرب
سلط ساندرز الضوء على أن الحاجة إلى المساعدة الإنسانية أصبحت أعظم من أي وقت مضى في الحرب على غزة؛ كما أن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة في الأسابيع الأخيرة أقل من أي وقت مضى منذ بدء الحرب، والقرار الإسرائيلي الأخير بحظر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة، لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع المروع.
وقال “لقد التقيت بأطباء عملوا في غزة، حيث عالجوا مئات المرضى يومياً دون كهرباء أو تخدير أو مياه نظيفة، بما في ذلك العشرات من الأطفال الذين وصلوا مصابين بطلقات نارية في الرأس، وشاهدت الصور ومقاطع الفيديو، وتقدر منظمة اليونيسيف أن 10 أطفال يفقدون ساقهم في غزة كل يوم، وهناك أكثر من 17 ألف يتيم”.
وأوضح أن كل هذا لا يمكن وصفه ولا يمكن وصفه بأخلاقي، ولكن ما يجعل الأمر أكثر إيلاماً هو أن الكثير من هذا الموت والدمار تم تنفيذه باستخدام أسلحة أميركية ودفع ثمنه دافعو الضرائب الأميركيون.
وأشار ساندرز إلى أنه خلال العام الماضي وحده، قدمت الولايات المتحدة 18 مليار دولار أميركي كمساعدات عسكرية لإسرائيل، كما سلمت أكثر من خمسين ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية.
وقال “بعبارة أخرى، فإننا كأميركيين متواطئون في هذه الفظائع المروعة وغير القانونية، ولابد أن ينتهي تواطؤنا”.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يروج أنه يحارب المقاومة من خلال تجويع الآلاف من الأطفال الأبرياء، ومن خلال قصف المدارس والمستشفيات، وأن “إسرائيل” أصبحت أقل أمناً وأكثر عزلة بسبب أفعالها غير الأخلاقية، كما أصبحت دولة منبوذة تدينها الحكومات في مختلف أنحاء العالم والمؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية.
ولفت إلى أن بريطانيا أوقفت مؤخراً ثلاثين ترخيصاً لتصدير الأسلحة بعد أن خلصت إلى وجود خطر غير مقبول من استخدامها في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، واتخذت ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا وبلجيكا وهولندا خطوات مماثلة، ودعت هيئات الأمم المتحدة إلى وضع حد لشحنات الأسلحة التي تغذي الصراع.
وتابع قائلا “لقد سئم الشعب الأميركي مما يجري، فقد أظهرت استطلاعات الرأي المتوالية أن أغلبية الأميركيين يعارضون إرسال المزيد من الأسلحة والمساعدات العسكرية لتغذية آلة الحرب التي يرأسها نتنياهو، ويتعين علينا أن نستمع لهم، ويتعين على الكونجرس أن يتحرك الآن لوقف مبيعات الأسلحة هذه”.