السياسي – أجمع خبراء في الشأن اللبناني، على أن “حزب الله” بعد الحرب مع إسرائيل لم يعد مثلما كان قبلها، عسكرياً وأيضاً سياسياً، بعدما خسر 70% من قدراته الصاروخية ومقتل حوالي 3 آلاف عنصر عسكري، إلى جانب خسائره المقبلة بعد تسليم السلاح الثقيل، وفق شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشاروا إلى أن من الضربات القوية التي تلقاها الحزب تمثلت بخروجه من “حاضنته” الأهم (جنوب لبنان)، وهي أمور ستجعله معرضًا لضغوط أكبر من القوى السياسية المناهضة له داخل لبنان التي كانت تخشى من سلاحه وقوته العسكرية.
وذهب المحلل السياسي اللبناني داني سركيس، إلى أن “حزب الله” بات أضعف سياسياً بعد أن فقد مكونات أساسية عسكرية، من جهة، وفقد رصيده لدى حاضنته الشعبية ومؤيديه الذين يحملونه بدرجة كبيرة مسؤولية هذا العدوان وما لحق بهم، من جهة ثانية.
وأوضح سركيس أن على المستوى العسكري ، فقد “حزب الله” ما يصل إلى 70% من قدرته الصاروخية، بين الصواريخ التي استخدمها في المعارك، وما دمرته إسرائيل من منصات إطلاق ومستودعات أسلحة وصواريخ وذخائر، وكوادر تقنية قائمة على تشغيل تلك القدرات.
وأشار إلى مقتل بين 2500 إلى 3 آلاف عنصر عسكري في القصف الإسرائيلي، “وهو العدد الذي لم تعلن عنه الميليشيا اللبنانية حتى الآن” بحسب سركيس الذي أضاف إلى جانب تدمير مقار عسكرية في الجنوب والبقاع.
وأشار إلى أن جهود الحزب الذي يسعى إلى تقديم نفسه على أنه استطاع مجابهة “أقوى جيش في المنطقة”، وأنه الوحيد الذي استطاع قصف “تل أبيب” وتسبب في نزول الإسرائيليين إلى المخابئ، واستخدام المزيد من تلك الدعاية؛ بهدف رسم حالة أنه “منتصر” أمام حاضنته في محاولة لتصحيح وضعه السياسي ومن ثم العسكري.
وأشار سركيس إلى أنه رغم الخسائر العسكرية لـ”حزب الله”، فإن لديه مخزوناً من العناصر العسكرية يصل عددهم إلى 25 ألف مقاتل متفرغ، يحصلون على رواتب شهرية، منهم عدد كبير في الداخل السوري، فضلًا عن 25 ألف عنصر رديف “كتائب مساندة” وفصائل، منتشرين بين مواقع البيئة الحاضنة ومخيمات الفلسطينيين في لبنان، بيدهم السلاح الخفيف، وهم يمثلون رهان إعادة إحياء التنظيم، أقرب لما كان عليه قبل الحرب، على المدى القريب.
كما عدد الباحث السياسي اللبناني بسام رخيني، من جهته عدداً من ملامح التراجع السياسي والعسكري لـ”حزب الله”، إثر الحرب الإسرائيلية على لبنان، قائلًا إن الحالة والوضعية العسكرية تنعكس بشكل مباشر سياسياً، في ظل ما فقدته الميليشيا اللبنانية من نقاط قوة بعدم التحكم في الأرض عسكرياً، بعد أن كانت مهيمنة على الشريط الحدودي مع سوريا.
كما اتفق رخيني مع سركيس على أن الخسارة الأهم، خروجه من حاضنة جنوب لبنان التي كانت العمود الفقري لقوته العسكرية والشعبية، كما سيفقد جانبًا كبيرًا من ذلك، عند المغادرة إلى شمال نهر الليطاني الذي أصبح جنوبه منزوع السلاح عبر مراقبة دولية تحضر فيها إسرائيل بشكل أساسي.
وأوضح رخيني أن فقدان القوة العسكرية التي كانت يدا حديدية، ستنعكس على حجج “المقاومة” المستخدمة من قبله، بمواجهة التيارات السياسية في الداخل، وكانت تعطيه قوة على الساحة السياسية. حجج يستخدمها لفرض هيمنته، والسيطرة على مؤسسات الدولة، تحت “ذريعة” أنه يدافع عن الداخل اللبناني أمام إسرائيل.