يشكل سقوط نظام بشار الأسد تحدياً وجودياً بالنسبة لـ”حزب الله”، الذي فقد حليفاً استراتيجياً وممراً حيوياً للإمدادات، فهذا الحدث المفصلي يحمل تداعيات عميقة، لاسيما أن الحزب اعتمد طويلاً على التحالف مع النظام السوري كجسر استراتيجي يربطه بإيران وبقية فصائل “محور الممانعة”، مما يصعب اليوم على إيران تزويده بالأسلحة عبر الأراضي السورية، وبالتالي يجد الحزب نفسه معزولاً في الساحة اللبنانية، مما قد يضعف موقفه داخلياً وإقليمياً، والأمر نفسه بالنسبة إلى المصالح المالية، إذ تشير التقارير إلى أن “حزب الله” استخدم الأراضي السورية كمعبر لتهريب السلع والمخدرات، مما وفر له مصادر تمويل مهمة.
وبعد أن خسر سرديته في قضية ردع إسرائيل وإقامة توازن رعب يمنعها من مهاجمة لبنان، يبدو أن سردية مواجهة “التكفيريين” ومنعهم من مهاجمة لبنان عبر الحدود الشرقية والشمالية لم تعد مقنعة، في ظل تزايد الرهان الداخلي على دور الجيش اللبناني من جهة، وتأكيد فصائل المعارضة السورية احترامها للسيادة اللبنانية وعدم وجود نوايا لديها لمهاجمة لبنان.