5 قوى دولية تتنافس على النفوذ في سوريا

تسعى القوى الكبرى إلى تحقيق مكاسب داخل الحدود السورية في ظل تغير اللاعبين المهيمنين بعد الانهيار المفاجئ لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، إذ استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية والتركية والأميركية على سوريا رغم خلو سمائها من المقاتلات السورية والروسية للمرة الأولى منذ سنوات.

واستعرضت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية “خريطة النفوذ” داخل سوريا، التي قالت إنها كانت بمثابة “جائزة” على مدار قرون لقوى حاربت من أجل السيطرة على أراضيها، نظراً لموقعها الاستراتيجي الممتد من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الفرات وما بعده، وهو الواقع القائم حتى اليوم.

وعلى مدار الحرب الأهلية السورية التي استمرت نحو 13 عاماً دعمت إيران وروسيا وجماعة “حزب الله” اللبنانية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما دعمت الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى مجموعات من فصائل المعارضة المسلحة،

قلق تركي
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى وجود مصدرين رئيسيين للقلق في تركيا، هما قضية اللاجئين والأكراد الذين يعيش عدد كبير منهم في شمالي شرق سوريا، حيث تقول أنقرة إنهم مرتبطين بجماعات انفصالية كردية في تركيا.

وتستضيف تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سوري فروا من “اضطهاد” حكومة الأسد، ويرغب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إعادتهم إلى بلادهم.

تحرك إسرائيلي سريع
وفي غضون ساعات من سقوط نظام الأسد، حرّكت إسرائيل قواتها إلى الجولان، وهي أراضٍ سورية ضمتها، رغم عدم اعتراف الأمم المتحدة والعديد من الدول بذلك.

وتجاوزت إسرائيل المنطقة منزوعة السلاح لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973. كما استهدفت مخازن قالت إنها تحوي أسلحة كيميائية ومواقع دفاع جوي وصواريخ داخل سوريا.

إيران تفقد النفوذ
ومع فرار الأسد من سوريا، رجحت الصحيفة أن إيران ستفقد جزءاً كبيراً من نفوذها العسكري في لبنان وسوريا، وأن آمالها في تشكيل “محور مقاومة” يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط تلاشت، على الأقل في الوقت الحاضر.

إشارات روسية
ورجحت “نيويورك تايمز” أيضاً أن روسيا ربما تفقد جزءاً كبيراً من نفوذها في سوريا مع انهيار نظام الأسد. ومع ذلك، يرى محللون أنها ستحاول على الأرجح الحفاظ على قاعدتها في طرطوس، التي تمثل الميناء الوحيد لأسطولها في البحر الأسود على البحر الأبيض المتوسط.

الولايات المتحدة.. تواجد مستمر
ووفقاً للصحيفة، لم تكن العلاقات الأميركية-السورية ودية أبداً، إذ قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في عام 1967 إبان الحرب العربية-الإسرائيلية، وأدرجت سوريا على قائمة “الدول الراعية للإرهاب” في عام 1979.

ويكمن الاهتمام الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا حالياً في القضاء على “داعش”، الذي لا يزال يحتفظ بوجوده في أجزاء من شمال شرق، ووسط البلاد.

شاهد أيضاً