فريق بايدن مهمش في سياسات نتنياهو والقرار بيد ترامب

السياسي – نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريراً أعدّه جون بودين قال فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتجاهل إدارة الرئيس جو بايدن، ويرى أنه لم يعد في مركز اتخاذ القرار في ما تبقى له من أيام في البيت الأبيض. وباتت كل القرارات تتخذ بالنسبة لنتنياهو من مار-إيه-لاغو بفلوريدا، مقر الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وتساءل بودين إن كان بايدن هو من يصدر القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط، مجيباً أن هذا ليس هو الحال على ما يبدو بالنسبة لنتنياهو المحب لترامب.

فقد استيقظت واشنطن صباح الأحد على أخبار نهاية نظام وحشي، وواحد من أقسى الديكتاتوريات في العالم، نظام استمر منذ السبعينات من القرن الماضي، وعلى مدى عدة إدارات أمريكية عارضها.

وفي الوقت الذي احتفل فيه السوريون بنهاية الديكتاتورية، سارعت قوى أخرى للتحرك، وبناءً على افتراضات للحكومة الإسرائيلية حول تهديد إرهابي جديد، احتلت القوات الإسرائيلية خمس قرى عبر مرتفعات الجولان، وهي منطقة تقع في جنوب غرب سوريا، كما ضربت أهدافاً أخرى لا حصر لها في جميع أنحاء البلاد.

وقد تم التنديد بهذه الخطوة على الفور باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي. وقد أثار رد الفعل العنيف رداً لا مفر منه من إدارة بايدن، التي تم تهميشها عملياً إلى دور شركة علاقات عامة تعمل على تلطيف الخطاب اللاذع والأفعال من المتشددين الإسرائيليين، بما في ذلك أولئك في الحكومة، كما يقول بودين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، يوم الإثنين: “لقد تخلّى الجيش السوري عن مواقعه في المنطقة المحيطة بالمنطقة العازلة الإسرائيلية السورية المتفاوض عليها، الأمر الذي قد يخلق فراغاً يمكن أن تملأه المنظمات الإرهابية التي من شأنها أن تهدد دولة إسرائيل والمدنيين داخل إسرائيل”، على الرغم من أنه لم يقدم أي دليل على محاولة تلك الجماعات التحرك.

وأضاف أن “هذا إجراء مؤقت اتخذوه رداً على إجراءات الجيش السوري للانسحاب من تلك المنطقة”، مضيفاً أن إدارة بايدن، التي لم يتبق لها سوى شهر واحد في منصبها، “ستراقب الخطوات التي تتخذها [إسرائيل] في الأسابيع المقبلة”.

ويبدو أن وعد ميلر كان أقصر عمراً من غيره من التعهدات التي اضطرت إدارة بايدن إلى كسرها على مدار العام الحالي والماضي، مثل تعهدها باتخاذ إجراءات صارمة بعد 30 يوماً إذا لم تعمل إسرائيل على تحسين الوضع الإنساني في غزة بشكل ملموس، وهو ما تقول منظمة أوكسفام ومنظمات إغاثة أخرى إنها لم تفعله.

وحتى قبل نهاية يوم العمل في واشنطن، صدرت رسالة مختلفة تماماً من حساب على “إكس” يديره مكتب بنيامين نتنياهو: “لقد تم التأكيد اليوم على أهمية هذا الاعتراف التاريخي. ستكون مرتفعات الجولان جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل إلى الأبد”.

وبينما نشر نتنياهو تصريحه، احتفل إسرائيليون آخرون بالاستيلاء الواضح على الأراضي علناً على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن توقيت بيان نتنياهو لم يكن أكثر وضوحاً؛ توبيخ مباشر للذراع الدبلوماسي في إدارة بايدن، التي كانت منذ فترة طويلة غير قادرة على ضبط الحكومة الإسرائيلية اليمينية.

فقد سعى البيت الأبيض وحملة بايدن-هاريس، كجزء من الجهود الفاشلة لجذب المعتدلين، إلى تصوير الإدارة على أنها مؤيدة لا هوادة فيها لإسرائيل في حين حاولوا التقرب إلى قاعدتهم الشابة بعدم التخلي عن الحزب بسبب حصار إسرائيل لغزة. ولم تنجح أي من الإستراتيجيتين، وخاصة لأن الحكومة الإسرائيلية كانت على استعداد دائم لرفض الوعود التي حاولت تبييض صفحة الإدارة، ومن خلال تصويرها بأنها قلقة على حياة الفلسطينيين، والتي صدرت عن مسؤولي إدارة بايدن البارزين، وكذا الرئيس نفسه.

وعلى مدى شهور، أنكرت الحكومة الإسرائيلية أنها قد تفكّر باحتمال السماح بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وهو الأمر الذي قال البيت الأبيض في عهد بايدن إنه جزء ضروري من عملية السلام الدائمة.

والآن، ترفض إسرائيل احتمال البقاء داخل “أراضيها”. ومع إحاطة يوم الثلاثاء، تغيرت النبرة في وزارة الخارجية، حيث قال ميلر: “سأسمح لإسرائيل بالتحدث عما تأمل في تحقيقه. يمكنني أن أقول، نيابة عن الولايات المتحدة، إننا سنناقش هذا معهم على انفراد قبل أن أدلي برأيي علناً”.

وتعرّض المتحدث باسم الخارجية الأمريكي لاستجواب شديد من قبل مراسل وكالة “القدس” الإخبارية سعيد عريقات، الذي تساءل عما إذا كان السماح للجيش الإسرائيلي “بغزو” الجولان “مسألة خاصة”، مستخدماً عبارات ميلر. وكان للأخير فرصة تجنّب الإجابة على هذا السؤال والتركيز على ضرورة “التأكد مما يفعلونه (إسرائيل)” قبل التعليق على الأمر، لكنه لم يكن قادراً لأنه دافع عن ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن الاحتلال “مؤقت” قبل يوم واحد فقط، قبل اعتراف مكتب رئيس الوزراء بأنه قد يكون دائماً.

وإذا لم تكن الاجتماعات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والرئيس المنتخب ترامب كافية لإقناعنا، فإن هذا التطور الأخير يجعل الأمر واضحاً. لم يعد جو بايدن مسؤولاً عن الموقف، سواء أحب ذلك أم لا. ويبدو أن السياسة الأمريكية-الإسرائيلية تجري، وبكل ما لديها من قوة، عبر مقرّ ترامب في مار-إيه-لاغو، بينما تحاول وزارة الخارجية اللحاق بالركب وتنتظر قدوم ترامب.

وعندما يحلّ يوم 20 من كانون الثاني/يناير، سيكون نهاية رئاسة “البطة العرجاء” التي تعتبر الأكثر سخافة في العصر الحديث.ىة

شاهد أيضاً