السياسي – في هذا المكان الصمت أكثر رعبًا من الصراخ والجدران تحمل أسرار آلاف الأرواح المنسية.. هنا في سجن الموت صيدنايا، تتكشف رواية جديدة.
بينما يهمس البعض عن آلة شيطانية تُدعى “المكبس البشري”، قيل إنها صُممت لطحن عظام البشر، تأتي الحقيقة لتكون ربما أكثر قسوة وأقل رحمة مما نتخيل.
دياب سرية مدير رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، يكشف واقعًا لا يقل بشاعة.. لا مكابس لطحن البشر ولا طوابق سرية مخبأة تحت الأرض.. لكنها الحقيقة الأكثر مرارة.. الموت في صيدنايا كان أمنية كل سجين من هول ما رآه.
سجن صيدنايا الذي ارتبط اسمه بالرعب لم يحتج إلى آلات تعذيب مبتكرة ليزرع الألم.. التعذيب حتى الموت، غرف الملح التي تحفظ الجثث حتى تُنقل إلى المقابر الجماعية، وأرواح تُزهق تحت أعين سجّانيها بلا محاسبة، هذا هو الواقع.
ما سُمي “المكبس” لم يكن غير أداة لضغط ألواح الخشب وفق سرية، تُستخدم لصيانة أثاث غرف الضباط والإدارة، لكن هل يحتاج الجحيم إلى أدوات إضافية ليكون جحيمًا؟
في هذا المكان، كل صرخة حملت قصة.. وكل جدار شاهد على فظائع لا تُنسى.. وبين الأسطورة والحقيقة، يظل سجن صيدنايا رمزًا لزمن لم يكن فيه الموت خيارًا، بل أمنية معلّقة بين زنازين الصمت.