السياسي – قال رئيس الحزب القومي العربي السوري، الدكتور باسل خراط، إن الأحداث الأخيرة في محافظة اللاذقية، تأتي في “سياق مشروع يهدف إلى إثارة الفتنة وتقسيم” سوريا، ما يشكل تهديداً لوحدتها الوطنية.
وأكد خراط أن هذه التحركات تؤجج النعرات الطائفية، وتعمّق الصراعات الداخلية، الأمر الذي يُعرّض استقرار البلاد للخطر، داعيا القيادة السورية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات وحماية السلم الأهلي.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال، السبت، إن 15 عنصرا من الفصائل قُتلوا في كمين أعده مسلحون مؤيدون لنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ريف محافظة اللاذقية.
وشدد على أن “ضبط الفصائل المسلحة ووقف التصعيد الإعلامي الذي يؤجج النعرات المذهبية يعدان أمرين حاسمين لتجنب المزيد من الانقسامات”، بالإضافة إلى “ضرورة توحيد الجهود لمواجهة هذه الفتن من خلال تقوية المؤسسات الوطنية وضمان الحقوق للجميع دون استثناء”.
وأضاف أن “الانخراط في صفوف الفصائل المسلحة قد يُعزز الانقسامات الداخلية في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى توحيد الصفوف؛ لأن الانضمام إلى فصائل مسلحة مستقلة يُقزّم المجتمع السوري، ويضعف الدولة المركزية”.
وأشار إلى أهمية “تعزيز الانتماء إلى الوطن والعمل تحت مظلة الجيش السوري ووزارة الداخلية، اللتين يجب أن تمثلان السوريين جميعهم”.
وطالب رئيس الحزب القومي العربي السوري بـ”بناء جيش قوي يتسم بالوطنية، وإعادة بناء المؤسسات الأمنية الوطنية لتسهم في بناء الدولة على أسس ثابتة”.
وفيما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، دعا خراط إلى بناء “شراكات وطنية حقيقية بين جميع الأطراف السورية، بما في ذلك الأكراد، خاصة أن القوات الكردية أدت دوراً مهماً في مواجهة تنظيم داعش”.
كما أكد ضرورة وجود “دور حيوي” للأكراد في مستقبل سوريا “ضمن إطار وحدة البلاد وتحت مظلة الدولة”، منوها إلى أهمية “دمجهم في المؤسسة العسكرية والسياسية لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات”.
وقال: “يجب أن نفهم أن سوريا بحاجة إلى رؤية وطنية تشمل الجميع، وتحقق العدالة والمساواة للجميع”.
وبشأن التوغل الإسرائيلي في سوريا، اتهم خراط “إسرائيل بالسعي دائماً إلى الاستفادة من الوضع السوري لتحقيق أهدافها التوسعية”.
وتابع: “هي تعمل على تنفيذ مخططات تهدف إلى تقسيم سوريا وجعلها دولة ضعيفة تتنازعها الانقسامات الطائفية والإثنية”.
وبين خراط أن “هذا التوغل يشكل تهديداً واضحاً للسيادة السورية، ويجب على المجتمع الدولي، خاصة الدول العربية مثل مصر والأردن، اتخاذ مواقف حازمة لوقف هذه المخططات، كما ينبغي تعزيز التعاون العربي والدولي لمواجهة هذا التهديد وضمان وحدة الأراضي السورية”.