السياسي – نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مصادر رفيعة المستوى أن المفاوضات حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قد وصلت إلى مرحلة حاسمة.
ومع تصاعد التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، تتواصل المباحثات بشكل مكثف رغم وجود بعض الفجوات التي لا تزال محل نقاش بين الطرفين.
التقرير التالي يعرض أحدث التطورات والتفاصيل حول سير المفاوضات وأدوار الأطراف المعنية، بما في ذلك الدور الأمريكي في الدفع نحو التوصل إلى اتفاق نهائي.
نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول في كيان الاحتلال رفيع المستوى تأكيده وجود “فجوات” في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه أضاف أن جميع هذه الفجوات يمكن سدها. التصريحات تشير إلى وجود بعض التحديات التي لا تزال قائمة في المحادثات، لكن المسؤول الإسرائيلي أعرب عن تفاؤله بإمكانية إيجاد حلول لهذه القضايا العالقة.
وصرح وزير الحرب في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس خلال اجتماع مغلق في الكنيست الإثنين، أن صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس” أصبحت أقرب من أي وقت مضى منذ الصفقة التي تم تنفيذها العام الماضي.
وأوضح كاتس أن الاتفاق سيتم تنفيذه على مراحل، مشيرًا إلى أن أغلبية ساحقة من أعضاء “الكابينيت” وحكومة الاحتلال تدعم إتمام صفقة الأسرى.
في تقرير نقلته هيئة البث العامة العبرية “كان 11″، أكدت مصادر مطلعة أن “الاتفاق قد يبقي قسمًا من المحتجزين في الأسر لفترة طويلة”.
ورغم ذلك، أضافت المصادر أن هناك تقدمًا سريعًا في المفاوضات، ويعتقد المسؤولون في كيان الاحتلال أن هذه “أيام حاسمة” في سير المحادثات.
كما تم التأكيد على أن عدم الموافقة على وقف الحرب قد يؤدي إلى إبقاء جزء من الأسرى في الأسر لفترة أطول.
وأفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، طلب من الرقابة العسكرية تشديد الحظر الإعلامي على أي تقارير تتعلق بالمفاوضات.
طلب نتنياهو يهدف إلى إبقاء تفاصيل المفاوضات في طي الكتمان في هذه المرحلة الحساسة، خاصة مع المعارضة الداخلية في الحكومة لصفقة قد تنهي الحرب.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” أفادت أن هناك تقدمًا ملموسًا في المفاوضات، مع إمكانية إنجاز الاتفاق قبل نهاية الشهر الجاري.
وأكد مسؤولون في كيان الاحتلال أن معظم تفاصيل الصفقة أصبحت واضحة، باستثناء الخلاف حول عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
ووفقًا لإذاعة جيش الاحتلال هناك مرونة من جانب حركة حماس في بعض القضايا العالقة، خاصة في ما يتعلق بمحور “فيلادلفيا”.
وصرح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب أنه أجرى محادثة “جيدة جدًا” مع نتنياهو حول الحرب في غزة، معربًا عن رغبة إدارته في إنهاء النزاع.
وأكد ترمب أن الولايات المتحدة تعمل بجد لاستعادة الاسرى ووقف القتال في غزة وأوكرانيا.
تفاصيل الصفقة وفقًا للقناة 14 العبرية، تشمل الصفقة المقترحة بين إسرائيل وحماس النقاط التالية:
1. الإفراج عن الأسرى: سيتم إطلاق سراح 700 إلى 1000 أسير فلسطيني على دفعات، ويشمل ذلك أسرى من أصحاب المؤبدات العالية.
2. وقف إطلاق النار: سيتم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.
3. عودة النازحين: سيتم السماح بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة ضمن آليات أمنية متفق عليها.
4. التنفيذ التدريجي: الاتفاق سينفذ على مراحل متزامنة من الطرفين لضمان الالتزام.
القضايا الخلافية من بين القضايا الخلافية التي لا تزال محل نقاش هي الترتيبات المتعلقة بوجود الاحتلال الإسرائيلي على محور “فيلادلفيا” ومحور “نتساريم”.
وحسب المصادر غبرية، أبدت حركة حماس مرونة في ما يتعلق بوجود “محدود” لجيش الاحتلال على هذه المحاور، إلا أن التفاصيل لم تُحدد بعد.
الصحف العبرية أفادت بوجود مخاوف من أن تغييرات غير متوقعة في المحادثات أو أحداث أمنية قد تعرقل التقدم نحو الاتفاق النهائي.
هذه المخاوف تأتي في وقت حرج حيث يتم الدفع نحو إنهاء الحرب في غزة قبل نهاية العام. في هذا السياق، قال مسؤول في كيان الاحتلال لموقع “أكسيوس” إن “هناك فجوات في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن يمكن سدها جميعًا”.
وفي إطار استئناف المفاوضات، أفادت القناة 12 العبرية بأن وفدًا مهنيًا غادر إلى قطر لاستئناف المباحثات حول صفقة التبادل.
الوفد يتكون من ممثلين عن الشاباك والموساد وجيش الاحتلال.
بينما يواصل الوسطاء في كيان الاحتلال والفلسطينيون العمل على سد الفجوات المتبقية، يظل الملف في حالة ترقب حذر، مع احتمال التوصل إلى اتفاق قد يفضي إلى نهاية مؤقتة للحرب الحالية. ويبقى أن نرى كيف ستؤثر التطورات الأخيرة في المفاوضات على مستقبل الوضع الأمني في غزة والمنطقة بشكل عام.