«تماسك المصريين ووحدتهم هما العامل الأول والأهم فى الحفاظ على الدولة المصرية».. كانت هذه العبارة المختصرة هى بمثابة رسالة واضحة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول الأحد، إلى جموع المصريين، فى ظل الأزمات الخطيرة والتحديات البشعة التى تحيط بالبلاد من كل حدب وصوب، وفى ظل الكوارث الواقعة فى سوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال.
وعلى مدار التاريخ، نجد أن وحدة وتماسك الشعب المصرى على مر العصور كانا عاملين حاسمين فى بناء الدولة المصرية والحفاظ عليها. فمصر بفضل هذا التماسك، تمكنت من تجاوز العديد من العواصف والأزمات التى تعرضت لها، وحافظت على هويتها الوطنية وثوابتها عبر الأجيال. وتمثل الوحدة والتماسك الشعبى الأساس المتين الذى تقوم عليه أى دولة، فهما يوفران القوة اللازمة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، ويدعمان مسيرة التنمية والبناء.
ولا شك أن الوحدة والتماسك يحصنان الدولة من المؤامرات والفتن التى تحاك ضدها، ويقويان مناعة المجتمع أمام الأفكار المتطرفة والمشاريع الهدامة، كما يسهم التماسك الشعبى فى خلق بيئة إيجابية للعمل والإنتاج، ويشجع على التعاون والتكامل بين أفراد المجتمع، ما يؤدى إلى تحقيق التقدم والازدهار، وحماية الهوية الوطنية والقيم الأصيلة للمجتمع، والمساهمة فى بناء مجتمع متماسك ومترابط. ولقد تجسد تماسك ووحدة الشعب المصرى بوضوح فى مواجهة التحديات التى واجهتها البلاد كثيرًا خاصة فى السنوات الأخيرة.
فخلال حرب مصر الشاملة على الإرهاب، وقف المصريون صفًا واحدًا خلف قواتهم المسلحة والشرطة، وتضامنوا مع ضحايا العمليات الإرهابية، ما زاد من عزيمة القوات المسلحة فى القضاء على هذه الكارثة. كما برزت هذه الوحدة الوطنية بشكل جلى فى ثورة ٣٠ يونيو، حيث خرج الملايين من المصريين فى مظاهرات سلمية تطالب باستعادة الدولة المصرية من قبضة الجماعة الإرهابية، وتجسدت هذه الثورة فى قدرة الشعب المصرى على تجاوز الخلافات والانقسامات من أجل مصلحة الوطن.
وقد أثبت المصريون فى هاتين المحنتين قدرتهم على التضحية والفداء من أجل مصر، ما عزز من صمود الدولة المصرية وقوتها فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وأكد عمق الروابط الاجتماعية والتلاحم بين أفراد المجتمع المصرى. وقد كان لتماسك الشعب المصرى دور حاسم فى تحقيق انتصارات مهمة فى هذه الحرب.
وقد أسفرت هذه الوحدة عن استعادة الاستقرار والأمن فى مصر، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التنمية والبناء، حيث تمكنت الدولة المصرية من تحقيق إنجازات كبيرة فى مختلف المجالات، ما عزز من مكانتها الإقليمية والدولية.
إن هذه الأحداث التاريخية تؤكد أن وحدة وتماسك الشعب المصرى هما الركيزتان الأساسيتان اللتان تقوم عليهما الدولة المصرية، وأن التماسك هو الذى يضمن استمراريتها وتقدمها، ويجعلها قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
والحقيقة أن عبارة الرئيس حول وحدة وتماسك المصريين ليست جديدة على أسماعنا، وإنما قد كررها مرارًا وتكرارًا، ليؤكد أن الأمر يستدعى فى ظل التطورات فى المنطقة والإقليم هذا التماسك والتعاضد من أجل الحفاظ على ما حققه المصريون من مكاسب كثيرة وأعمال تنمية، جاءت من خلال الاستقرار والأمن والأمان الذى نحياه حاليًا.
الذى يركز فى الأحداث يرى أن مصر باتت تقع فى بؤرة مشتعلة من الاضطرابات والفوضى وانهيارات بشعة لعدد ليس بالقليل من الدول العربية، ما يعنى أن هناك مخططًا إجراميًا صهيوأمريكيًا يترصد الأمر بشكل واضح وظاهر. وهذا ما يستدعى أن يكون المصريون على قلب رجل واحد لمواجهة كل من يسعى إلى النيل من مصر العظيمة.
ونعلم، أيضًا، أن من شيم المصريين أنهم عندما يشعرون بأن خطرًا ما يهدد دولتهم نجدهم صفًا واحدًا وقلبًا واحدًا ويدًا واحدة وصخرة واحدة تتحطم عليها كل الأطماع من الذين يخططون ويتآمرون على المنطقة والإقليم.. الشعب المصرى يتمتع بكياسة وفطنة ووعى لم يسبق لها مثيل، ويدرك كل هذه الأخطار البشعة التى تحيط ببلده من كل اتجاه. وبالتالى لن يمكن أبدًا أى مُعتد من النيل من وطنه مهما كلفه الأمر من عناء ومشقة حتى الموت فى سبيل الحفاظ على بلده.
الدستور المصرية