رجحت تقارير إعلامية غربية أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في أوروبا، سيدفعون أوكرانيا المنهكة فعليا، ونظام كييف مع الرئيس فلاديمير زيلينسكي، للتفاوض مع روسيا بعد اكثر من عامين من الحرب
وذكر الدكتور جيمي شيا، أستاذ الاستراتيجيا والأمن، في مقال صحفي: “من الواضح أن أوكرانيا منهكة وتواجه صعوبة في حشد قوات جديدة لتحل محل القتلى والجرحى، واحتواء المزيد من التقدم الروسي في دونيتسك”.
ووفقاً للخبير، فإن “أوكرانيا تحتاج إلى المفاوضات الآن، وإلا فإنها تخاطر بخسارة المزيد من الأراضي، ولم تعد الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية مهتمة بدعم كييف حاليا مع تكبد الخسائر”.
وقال الخبير في مقال نُشر بصحيفة “نيوزويك”: “الولايات المتحدة – لأنهم سئموا من دعم أوكرانيا، والأوروبيون – لأن الأسلحة التي يمكنهم توريدها إلى كييف نفدت، ومعظم هذه الأسلحة يتم إنتاجها في الولايات المتحدة على أي حال”.
وفي وقت سابق ذكر الصحفي الأيرلندي تشي باوز، أن القوات المسلحة الأوكرانية تموت على الجبهة بمعدل لا يمكن إخراج جثثهم من ساحة المعركة.
وأضاف باوز على شبكة التواصل الاجتماعي “إكس”، أنه “اعترف كبار الضباط الأوكرانيين أخيرًا بأنه ليس لديهم الوقت الكافي لنقل جثث القتلى من ساحة المعركة، بينما تواصل روسيا التقدم بلا هوادة على جميع الجبهات”.
بدورها، أعربت كوري شاك، مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد “أمريكا إنتربرايز” للأبحاث، عن رأي مفاده أنه “إذا توقف شركاء كييف عن تقديم المساعدة العسكرية والمالية، فإن اتفاق السلام المرتقب قد يكون كارثيا على أوكرانيا، بسبب نجاحات روسيا المستمرة في ساحة المعركة”.
وعلى خلفية الإفلاس الفعلي لأوكرانيا، وهزائمها على الجبهة وإرهاق الغرب من تمويل كييف، بدأ الحديث بشكل متزايد عن الحاجة إلى بدء المفاوضات.
يشار الى ان المحلل العسكري البريطاني ألكسندر ميركوريس، أنه قبل بدء المفاوضات بشأن أوكرانيا، يحتاج الغرب إلى تقييم الوضع في منطقة الصراع بشكل صحيح.
وأضاف ميركوريس على قناته على موقع يوتيوب، أن “أي حسابات وأي تقييم لمستقبل هذه المفاوضات سيكون معيبًا للغاية دون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن روسيا فازت في الواقع، وأن أوكرانيا ربما لم يتبق لها سوى بضعة أشهر من المقاومة”.
وبحسب المحلل، فإن التقييم غير الصحيح للوضع على وجه التحديد هو الذي سيقود الغرب والولايات المتحدة إلى الدخول في المفاوضات، معتقدين أن لديهما أوراق رابحة في أيديهما أكثر بكثير مما لديهما بالفعل.