السياسي – قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن حقبة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، ستشوهها الأوهام والخدع التي ساقها هو وإدارته للشعب الأمريكي.
ورغم بعض الإنجازات التي حققها الرئيس وفريقه خلال فترة ولايته، مثل توسيع الناتو، ومشروع قانون البنية التحتية الذي وافق عليه الحزبان، والدفاع عن أوكرانيا وإسرائيل، وتعزيز التحالفات في المحيط الهادئ، إلا أن ولاية بايدن ضربتها أوهام أفغانستان والهجرة والتضخم والترشح مجددًا للرئاسة، وفق الصحيفة.
وأوضحت أن رئاسة بايدن سوف تُذكر بأربعة أوهام، وأربعة خدع كبيرة، لن تخدم إرثه جيدًا، أولها أن زيادة الهجرة في العام 2021 كانت موسمية، لافتة إلى قول بايدن في مارس/آذار من ذلك العام:”يحدث كل عام منفردًا”.
وبحسب الصحيفة، فإن ثاني تلك الأوهام أن حركة طالبان لن تستولي على أفغانستان بسرعة؛ إذ قال بايدن في يوليو/تموز من ذلك العام “إن احتمال قيام حركة طالبان باجتياح كل شيء والسيطرة على البلاد بالكامل أمر مستبعد إلى حد كبير”.
وثالث تلك الأوهام، وفق تقدير الصحيفة، أن التضخم كان مؤقتًا، حيث قال بايدن في يوليو/تموز من العام ذاته: “يعتقد خبراؤنا، وتظهر البيانات، أن أغلب الزيادات في الأسعار التي شهدناها من المتوقع أن تكون مؤقتة”.
أما رابعها وأكبرها؛ أنه كان أفضل مرشح ديمقراطي لهزيمة دونالد ترامب، وكثيرًا ما أصر بايدن على ذلك، حتى بعد كارثة المناظرة، حيث قال: “لقد تغلبت عليه مرة، وسوف أهزمه مرة أخرى”.
وفي سياق الأوهام الأربعة، نقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إنه تم تنبيه الرئيس بايدن بصوت عالٍ بشأن كل نقطة مفادها أنه يرتكب خطأً جوهريًا.
ففي حين أمضى البيت الأبيض أشهرًا العام 2021 متحديًا في رفض استخدام مصطلح “الأزمة” للحدود، حذر قادة البنتاغون الرئيس من أن الحكومة الأفغانية ستنهار قريبًا إذا انسحبت الولايات المتحدة، لكن بايدن هز كتفيه، وفق تعبير الصحيفة.
وعندما كان وزير الخزانة السابق، لاري سمرز، صريحًا بشأن المخاطر التضخمية لحزمة بايدن التحفيزية البالغة 1.9 تريليون دولار، تجاهل بايدن ذلك أيضًا، بحسب ذات المصدر.
ورأت نيويورك تايمز أن وراء سوء التقدير طوال فترة ولاية بايدن، كان هناك خدع بنيت عليها ولايته، فعندما ترشح بايدن لانتخابات العام 2020 كان ذلك بناءً على تعهد ضمني، ولكن واضح بأنه ينوي الاستمرار في ولاية واحدة فقط.
ولفتت إلى قول أحد مستشاري الحملة لصحيفة بوليتيكو في العام 2019: “إذا تم انتخاب بايدن، فسوف يبلغ من العمر 82 عامًا في غضون أربع سنوات، ولن يترشح لإعادة انتخابه”.
وفي حين، وعد بايدن بأن يكون حزبيًا ومعتدلًا في البيت الأبيض، وكانت “الوحدة” موضوع خطاب تنصيبه، لكنه خدع الناخبين الوسطيين وقفز بإنفاق الولايات المتحدة إلى 7.5 تريليون دولار، أي ما يقرب من ضعف ما أنفقته أمريكا لتحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية، بعد تعديله وفقًا للتضخم، وذهب باللوم على “ماجا” الجمهوريين.
وقالت الصحيفة إن بايدن خدع الأمريكيين عندما أصر هو وإدارته بأكملها على أنه لائق عقليًا وجسديًا لولاية ثانية، رغم معرفة الجميع في إدارته أن هذا الأمر يجافي الحقيقة.
واختتمت الصحيفة بالقول إن محبة الأب لابنه جديرة بالإعجاب، لكن ليس عندما تكون رئيسًا، وها هو بايدن يُخلف بوعد قطعه بعدم العفو عن ابنه هانتر إذا أدين بارتكاب جرائم.