وصل الى العاصمة اللبنانية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة تهدف إلى تأكيد دعم بلاده للقيادة اللبنانية الجديدة ولجهود تشكيل حكومة قادرة على إخراج البلاد من أزماتها المتلاحقة.
ويلتقي ماكرون بنظيره اللبناني جوزاف عون، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، إضافة إلى قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وذلك في سياق دعم الجهود الدولية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
واعلنت الرئاسة الفرنسية أن زيارة ماكرون تهدف إلى مساعدة القيادة اللبنانية الجديدة على تعزيز سيادة لبنان وضمان استقراره. وتأتي الزيارة بعد التطورات الأخيرة، حيث تم انتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية بعد فراغ رئاسي دام أكثر من سنتين، وتكليف نواف سلام برئاسة الحكومة، وسط دعم دولي وإقليمي، رغم معارضة حزب الله لهذا الاختيار.
ومن المتوقع أن تشمل زيارة ماكرون اجتماعات مع المشرفين على آلية مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار جنوب لبنان، الذي تم التوصل إليه بوساطة فرنسية وأمريكية. وينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب بحلول 26 يناير، مع الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، بما يشمل إبعاد حزب الله عن الحدود ونزع سلاح المجموعات المسلحة.
وتعهدت فرنسا بمواصلة دعمها للبنان على الصعيد الدولي، مشيرة إلى أهمية استقرار البلد الصغير في سياق التوترات الإقليمية. وتعتبر باريس لبنان بوابة استراتيجية لدورها في الشرق الأوسط، حيث تمتلك قدرة على التحاور مع مختلف الأطراف، بما في ذلك حزب الله وإيران، وهو ما يمنحها نفوذًا خاصًا مقارنة بدول أخرى
وترأس فرنسا مع الولايات المتحدة اللجنة التي تضم كذلك قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) مع لبنان وإسرائيل.
وتهدف زيارة ماكرون إلى مساعدة الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون الذي انتخب قبل أسبوع بعد أكثر من سنتين على شغور سدة الرئاسة، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، على “تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته”، بحسب ما أعلن قصر الإليزيه.
وسعى ماكرون جاهدا في السنوات الأخيرة لإيجاد حلّ في لبنان الغارق في أزمات متلاحقة، حيث زار البلاد مرتين عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020، لدعم انفراج سياسي تعذّر عليه تحقيقه حينها، وسط انقسام سياسي حاد بين حزب الله وخصومه.