الحيّة واتفاق الدوحة وخروج  قوات”حماس” الآمن من غزة.

بكر أبوبكر
بكر أبوبكر

نفرح بفرح أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة من فلسطين، ولكل أهلنا بالخارج وكل أحرار الأمة والعالم بتوقف الإبادة الجماعية وإن الى حين، ونفرح بصمود وثبات شعب الجبارين المرابط على أرضه فلسطين حتى يتنفس هواء الحرية والتحرير.

ونسعد لسعادة كل المكلومين والمكروبين والضحايا، والناجين من المذبحة الأكبر بالعالم الحديث لتوقف العدوان الصهيوني الفاشي الذي لم يرى العالم مثله منذ الحرب الاوربية (المسماة العالمية) الثانية.

ونفرح لخروج الأسرى رغم فداحة الثمن وفداحة النتيجة وعدم تحقق الأهداف الأولى، ما خلّف بالبلاد الدمار الشامل والمقتلة العظيمة لقِصَر نظر القيادات السياسية وكِبْرها، وعدم قدرتها على مراجعة ومحاسبة الذات ونقدها اوتغيير المسار، بل واستهتارها بأرواج الجماهير وتفضيلها مصلحة الفصيل البائد على مصلحة الشعب القائد.

ولكن هذه (اللاكن) التي تأبى الا أن تتطاول على كل فرحة، فتعترضنا بغصّة الحقائق او بعضها مما رأيناه أو قرأناه في ملامح عديدة والتي منها “خطاب النصر”! الذي ألقاه القيادي في فصيل “حماس” خليل الحية، وبنود اتفاق الدوحة.

تعليق على الطائفة الضالة

في البدء وفي فكرة راودتني واستدراكًا لتفكرات سابقة دعني أفهم أنحن الضحية تحت سطوة سيف القاتل، أم بيدنا سيف النصر؟! أنحن الواقعون تحت مقصلة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي أم المنتصرون!؟ ولك بالمثل عشرات الأسئلة.

وبالموضوع أثارتني مقالة الكاتب تيسير عبدالله عن فكر (الجبرية) بالإسلام، وهي من الفرق الاسلامية البائدة والتي كان منها طائفة (الجهمية) (منسوبة للجهم بن صفوان) فتمعنت لأرى أنها مازالت قائمة بحق حتى اليومّ! حيث تقول هذه الطائفة الضالة المضللة بحكم كل فقهاء المسلمين بالقدر والجبر كالتالي (هم جبرية يرون أن الإنسان في أفعاله هو كالريشة في مهب الريح لا اختيار له البتة، هو مجبر على كل شيء، وأنه يُفعل به ولا يفعل شيئا!؟-كتاب موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام-أنظر موقع المكتبة الشاملة على الشابكة) أليس مثل هذا ما يواجهون به أبناء غزة وفلسطين ليتقبلوا الموت المجاني على اعتبار أنه من الله حاشى وكلا، وأليس عدم تقدير العواقب وعظم المصائب هو سِمة الفاشل بالنظر (خاصة القائد)، وليس قدرًا من المولى عز وجل!؟

أقول مكررًا منذ بداية المقتلة أنه بكل وضوح فإن على الفصيل المباغت ومن سانده ضرورة الاعتراف بالاخطاء اوالخطايا، ونقد نفسه وذاته وقراراته، وأن يعتذر للشعب الفلسطيني الأبي فورًا، عن سوء تقديره أو عدم قدرته على التحليل أو انعدام رؤيته للمتغيرات، ولا يحمّل المصائب أو الفشل الى الله عز وجل فهو مكتوب علينا!؟ بينما الخالق سبحانه وتعالى يحمل المصيبة والفشل لأصحابه أنفسهم، حيث يقول عز وجل: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ سورة آل عمران: 165].

خطاب خليل الحية

مما لا شك فيه أن الأخ خليل الحية (في خطابة 16/1/2025م) قد أثبت مقدرة كلامية خطابية هامة، فهو كخطيب مسجد يتقن اللغة ويعلم معاني التفخيم التي استخدمها باستفاضة ومدى تأثيرها في الناس المكروبة التي بجّلها بتذكيرها (بالفخر والشموخ) مخاطبًا عواطفها المجروحة ومتساوقًا مع خطاب استثناء العقل، واستثناء (جردة الحساب) أو التواضع أمام الشعب.

1.   بالشموخ والفخر الذي ألبسه أهل غزة المكروبين يظن الخطيب أنه قد أقفل الستار على القائل أن 75% من أهل غزة من مهمة وكالة الغوث (الانروا)، وأن مقتلتهم وإزهاق أرواحهم مجرد (خسائر تكتيكية)، فلعله بذلك قد استفاد من سقطات سبقت، فبالغ بالمديح الكلامي ليقلب الصفحة المشينة بتوصيفات أهل فلسطين من غزة أن من واجبهم أن يموتوا ليعيش المكافحون أو المقاومون فقط الذين ما بنيت المخابيء والأنفاق الا لهم (على عكس أنفاق فيتنام التي بنيت أولًا لحماية المدنيين، ثم الثوار).

2.    كانت ألفاظ التفخيم والتزويق تسبق الرجل الذي اعتدل بجلسته مظهرًا حالة من الكبرياء والطلّة القيادية المعتدلة، في ظل احتراق غزة وأهلها ما قد يعتبره البعض (بيع) حكي، في ظل حجم الضحايا المهول، ومليارات الدولارات من الخسائر، وعودة غزة لما سبق 7/10 بل وأسوأ بكثير جدًا.

3.   لم يتطرق الحيّة لنتيجة الأهداف التي انطلق من أجلها الطوفان، وإنما أشار فقط للمعركة-وبالحقيقة ما هي الا عدوان غاشم وإبادة جماعية- بتثبيت أنها كانت (معركة الدفاع عن القدس والأقصى) وحتى بهذا العنوان/الهدف لا نجد تحقق أي منه بل انحدارًا، وانتصارًا للإسرائيلي ما سيؤكده ويثبته فيما يلحق بالضفة المهوّدة والقدس بل وفي غزة مما ينشر، ويحصل.

4.   اجتهد الحية باستخدام بعض الآيات القرآنية في غير محلها، مهملًا تلك التي ترجع النتيجة لمسببها الأصلى، وأن الانسان محاسب على عمله هو-فما بالك بقائد شعب-   وليس الأمر جبرٌ ومكتوب من الله مما أشرنا له بالفقرة السابقة حول الجبرية وأن الشر والفشل كما قال المولى (هو من عند أنفسكم). بالطبع ضمن نهج الفكرانية (الإيديولوجية) التي لا تقر قط بأخطائها وتقصيرها بحق الناس، وبالتالي الاعتراف وما يليه من محاسبة النفس أو نقدها ما فعله حسن نصر الله عام 2006 حين قال بوضوح:  إن قيادة حزب الله “لم تتوقع ولو واحد بالمائة أن عملية الأسر ستؤدي الى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم، لانه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل.. لو علمت أن عملية الاسر كانت ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا”.

5.    في فكرة (ربح البيع) الاسلامية التي ذكرها والمنسوبة لسيدنا صهيب بن سنان (الرومي) التي أوذي بشدة قبل أن يهاجر مسلمًا. نقول له للأسف أنها لا تنطبق على أهلنا بغزة هذا أولًا، وثانيًا كان هو خارج ميدان البيع والشراء وكل قادة حماس الا القلة الصغيرة التي ارتقت الى الأعالي، وكان يجب الانتباه له بالآية 20 حول الصحابي الجليل من سورة البقرة بختامها (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) فكيف الحال بمن توكلوا بقيادة العباد، فإلى ماذا أوصلوهم؟!

6.    قال الحية أن (7 اكتوبر اعجاز وانجاز عسكري وامني) وهنا دع الأرقام وحقيقة النتيجة تتكلم فالعيون ترى والأذان تسمع، ومن المفترض أن العقول تتفكر!

7.    أصاب الرجل حينما قال أن (367 يومًا سيبقى محفورًا كأبشع إبادة جماعية بالعصر الحديث) وستظل (وصمة عار على جبين الانسانية)، فهل كنا بحاجة حقًا للتأخر في فهم طبيعة الاحتلال الصهيوني،بالدعم الامريكي الضخم، حتى نكتشف مثل هذه الوصمة العالقة أبدًا منذ النكبة الاولى! وهل كان بإمكان “حماس” أن تقصر هذه المدة ولم تفعل ذلك، أم أنها قدّمت الخاص على العام والحزبي على الوطني فيما قد يكون أظهره اتفاق الدوحة بين الفصيل، وبين الحكومة الصهيونية!

8.   عن الصفقة التي سماها (صفقة تبادل مشرفة)! ففيها ما فيها من ثغرات تجعلها مثل الجبنة السويسرية مليئة بالخروق، ويكفيها خرقًا أنها استتباع للعقل القيادي المنفرد بذاته دون اخوانه مما حصل منذ الانقلاب حتى تاريخه.

9.   إن افترض الحية أن خروج الآلاف من مقاتلي حماس كما جاء بالاتفاق يعتبر (اتفاق مشرف)، فلماذا تأخر بالقبول للخروج (الآمن) لقوات حماس (تحت مسمى جرحى عسكريين) شهورًا طويلة جدًا أفنت الناس والديار!

10.                     لم يعترف الحية بأي تقصير على فرضية أن النفخ والتفخيم تُعطي المعنى للمتلقي بعدم إثارة الأخطاء والنواقص، فيلجم اللسان عن النقد! فلا يتعرض لقلة الخبرة السياسية وضعف الفهم السياسي وعدم إدراك المتغيرات الداهمة حيث الحرب الامريكية الصهيونية العالمية ضد شعب فلسطين في غزة الذي أبيد أونكّست قلوبه وتهاوت أفكاره.

11.                      (المرحمة) التي تجرأ الحية ليطلبها من أهلنا الصابرين الصامدين، كيف تكون؟ والشعب الفلسطيني بغزة لم يكن يجد من أتباع الفصيل أي مرحمة!؟ (نحن أمام مرحلة المرحمة-كما قال) ونحن نقول: ليكن فنحن شعب واحد، ولكن لا قيمة لذلك بلا اعتذار ولا قيمة لذلك بدون وحدة وطنية ولا قيمة لذلك إلا بإرجاع الأمورالى نصابها.

12.                      نبارك للحية أنه يرفع الرأس بالمقاومة والشعب، وكان يجب تقديم الشعب أبدًا على المقاومة أوالثوار أو المجاهدين فهم لخدمة الشعب وحمايته وليس العكس. والثورة أوالمقاومة تعني كل أشكال النضال والكفاح ما تم الاتفاق عليه بين كل الفصائل عام 2020 حيث كانت المقاومة الشعبية هي خيار الجميع بمن فيهم حماس، أما أن يتبع الجملة بأن العدو (لن يرى منا لحظة ضعف أو انكسار) فهذه مقدمة ضمنية لاستمرار الفكر الباغي داخليًا المتكبر على شعبه، فإن كنا ضعفاء فهذا لا يعيبنا فنحن من ضعفنا نستمد القوة ونعي ونفهم كيف نمد اليد لبعضنا البعض فلا انكسار بذلك وإنما هنا مكمن القوة الحقيقية.

13.                     خطاب (الطائفة المنصورة) الذي حاول بهذه الصفة أن يسقطها على حزبه أو جزء من الشعب الفلسطيني حصريًا خطابٌ ضعيف فيما أنه إسلاميًا فالطائفة المنصورة أو الناجية فيها الجدل الكبير ما يمكن أن نقراه بعشرات المقالات، والتي قد يعني منها أهل فلسطين أو عموم الشام وليس أدنى من ذلك كحزب أو ثلة من الناس.

14.                     ما كنت أظن بمثل خطاب (الطائفة المنصورة) الذي قاله الحية إلا أن يشكر من ساهم بالقتال العسكري، رغم خطل الحسابات القيادية، وبرد العدوان عامة من فصائل متعددة مثل كتائب شهداء الأقصى وغيرها، وليس فقط أن ينسب الفضل لفصيله ثم الجهاد الاسلامي.

15.                     أعلن الحية أن الهدف الحقيقي للفاشي “نتنياهو” هو تصفية القضية الفلسطينية وتدمير غزة وتهجيرها…وقد صدق، ولكنه لم يُشِر أيضًا أن هدف الاحتلال تدمير حركة فتح، وحماس، والسلطة الوطنية الفلسطينية مما قاله نتنياهو علنًا، وكذلك (منع قيام أو تجسيد) أو تدمير الدولة الفلسطينية وهي الدولة القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقانوني والسياسي وباعتراف العالم، ولكنها تحت الاحتلال ونحن نطالب بتحريرها.

16.                     يقول الكاتب اكرم عطا الله: “فشل تهجير الشعب من غزة ” هذا كان إنجازنا المتحقق قبل مغامراتنا، يبدو الأمر أشبه بنكتة، هكذا تستدعي الشعوب الفقيرة وقياداتها الأكثر فقراً ممكنات اللغة واختراع الرواية وتصديقها وترويجها للتغلب على فداحة مأساتها دون أن تعترف للحظة بخطأ حساباتها”.

17.                      عمومًا فإن الخطاب الملتزم بمعايير سلامة اللغة والعرض وهذا جميل لم يقل ولا كلمة واحدة عن السلطة الوطنية الفلسطينية التي كان الشهيد اسماعيل هنية رئيس وزرائها، ولا عن منظمة التحرير الفلسطينية التي تطالب “حماس” بدخولها، ولا عن تحرير دولة فلسطين القائمة والمعترف بها عالميًا بجهود القيادة الفلسطينية، ولكنها تحت الاحتلال. ولم يُشرلانتصارات الدبلوماسية والرواية والثقافة الفلسطينية في محكمة العدل الدولية ولا لانتصارات فلسطين في الجنائية الدولية، كما لم ترد أي إشارة اللهم الا أنه سيواصل جهده (لتعزيز وحدتنا الوطنية) المفقودة، والتي جالت عواصم العالم بلا طائل.

اتفاق الدوحة

من المهم الاطلاع على ما نشر من اتفاق الدوحة حول ما سُمّي التهدئة في قطاع غزة حيث نلحظ للوهلة الأولى الثغرات تلو الثغرات عوضًا عن أنها وقعت بين فصيل لا يحظى بدعم لا عربي ولا دولي ولا وطني وحدوي، وكيان محتل وبرعاية عجيبة من دولة يفترض أنها راعية “للمانعة والمقاومة” فيما تقوم بدور الوسيط محتضنة المحتل ونقيضه! والى ذلك فإن ثغرات النصوص حمّالة الأوجه والمثيرة تخفي الكثير من الأسرار والملاحق التي أشير إليها، ولم تنشر مما يجعل من اتفاق الدوحة محيرًا وهشًا، وضعيفًا جدًا.

1-الهدوء المستدام: إن فكرة الهدوء المستدام الواردة باتفاق الدوحة (أنظر البند الاول بالاتفاق) لا ولم تعني وقف العدوان بمراحله المختلفة ولا بعد انتهائها وإن كانت قد لحقتها عبارة (بما يحقق وقف دائم لاطلاق النار) فهذا لا يعني شيئًا إذ يظل الحل والربط بيد الإسرائيلي المعتدي.

2-بالطبع لم يتم الإشارة للعدوان ولا التطهير العرقي ولا الإبادة الجماعية، وإن فهم ذلك في ظل تفاوض الفصيل مع المحتل فإن العدوان العسكري الصهيوني المستمر لم يكن يجوز أن يظل تحت اسم (العمليات العسكرية) والمطالبة بوقفها بشكل مؤقت وكأنه اعتراف للعدو بحقه بتواصل العدوان.

3-لن يخرج الإسرائيلي من قطاع غزة بل تم الاعتراف له بتغليفها بالاحتلال، وقضم ما يقارب كيلومتر مربع على طول الحدود مع الكيان الصهيوني ما هو إقرار بالاحتلال الجديد للقطاع.

4-يتم استخدام مصطلح (إعادة الانتشار) للقوات الصهيونية وليس الانسحاب من الشوارع وبعض الأماكن مع الإقرار ببقاء الإسرائيلي في 5 مواقع محددة! عوضًا عن محيط القطاع بالطبع. (أنظر البند الثاني المعنون انسحاب القوات الإسرائيلية، فيما النص يقول إعادة الانتشار، ووفق ما يحدّده الاحتلال).

5-بنفس المعنى ما سيحصل حول معبر رفح حيث سقطت مطالب “حماس” بالانسحاب من غزة. كذلك في هذه المنطقة التي سيتم فيها حسب الاتفاق (إعادة الانتشار) ما يعني الاعتراف ببقاء القوات الصهيونية قرب معبر رفح. عوضًا عن استمرار ترتيبات التفتيش الإسرائيلية مرورًا بكرم أبوسالم قبل دخول القطاع وكذلك الامر بما يتعلق بمرور الأشخاص أي بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على القطاع من معبر رفح.

6-ستخرج قوات “حماس” العسكرية تحت مسمى خجول وهو (الجرحى العسكريين)!؟ وبأعداد كبيرة وبحسبة بسيطة ستخرج قوات حماس كلها أو معظمها (بحسب ما جاء في نص النقطة “ج” من بند معبر رفح في نص الاتفاق حيث: “سيسمح بعبور 50 فرداً من العسكريين الجرحى يومياً برفقة ثلاثة أفراد، ويتطلب كل من هؤلاء الأفراد الحصول على موافقة “إسرائيل” ومصر”.)

7-حول بند الخروج الآمن لمقاتلي حماس تقول افتتاحية صحيفة نضال الشعب إن: “اتخاذ قرار الحرب منفردا ومن ثم البحث عن وسطاء لوقفها والتفاوض عبرهم في حين كان واضحا أن حماس فاوضت عن نفسها ولنفسها للحصول على ضمانات أمنية لقياداتها بالداخل والخارج، ولم يكن يهمها كثيرا سوى بوليصة التامين للمحتجزين لديها لتجعل عملية التبادل للأسرى وكأنها المكسب السياسي الكبير الذي يعوض الكارثة التي تعرض لها شعبنا.”

8-ويقول الكاتب عزالدين أبوعيشة في صحيفة الاندبندنت:”أن بند سفر العسكريين الجرحى برفقة ثلاثة أشخاص من غزة إلى دولة ثالثة، يعني مغادرة مسلحي “حماس” والفصائل الفلسطينية الأخرى القطاع بغرض تلقي العلاج، وقد يكون من الصعب على هؤلاء العودة إلى غزة مجدداً، لأن “إسرائيل” ستشرف بنفسها على إدارة معبر رفح وتشاركها السلطة الفلسطينية وجهات دولية أخرى. مضيفًا “يقرأ المراقبون السياسيون أن هذا البند هو تطبيق فعلي لصفقة الخروج الآمن لعناصر “حماس” من غزة، وأن لا تأويل وتفسير لهذه النقطة غير ذلك”

9-تقول فدوى أبو دقن عن الخروج أو الاخراج من غزة حسب البند: “إنه الترحيل بعينه وتنفيذ مقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن الخروج الآمن لـ”حماس” من غزة”.

10- وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان” فإن نتنياهو صاغ بنفسه “صفقة الخروج الآمن”، وبعد ذلك أرسل ثلاث نسخ منها، إحداها إلى الإدارة الأميركية، والثانية إلى الوسيط المصري، أما الأخيرة فكانت للوسطاء القطريين.

11- في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية جاء “لتطبيق المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على “حماس” تنفيذ الشروط التالية في المرحلة الأولى، وهي إطلاق سراح الرهائن، وموافقة الحركة على النفي (الخروج الآمن) إلى دولة ثالثة، وموافقتها على تفكيك قدراتها العسكرية، وتجنب أي مشاركة في غزة في اليوم التالي”.

12-ويذكر أحد الكتاب معلقًا على الخروج الآمن لقوات فصيل حماس من القطاع قائلًا: “في مشهد يليق بأكثر أفلام العبثية سوداوية، خرج علينا صُنّاع “الانتصارات العظيمة” ليعلنوا عن أحدث إنجازاتهم التاريخية: اتفاق يضمن خروج 50 مقاتلًا يوميًا من غزة، يرافق كل واحدٍ منهم ثلاثة من أفراد أسرته، لمدة 42 يومًا، ليصل العدد الإجمالي إلى 8,400 شخص.” ويقول “إذا كان هذا هو تعريف النصر، فبلا شك نحن أمام مدرسة جديدة في علم الحروب، مدرسة تقوم على مبدأ: “كلما قلّ عدد السكان، زاد حجم الإنجاز!””

13- يكتب د.أحمد حلس: انتصرت “حماس” مع خروج ماكر وخفي لكل قياداتها العسكرية تحت اسم ” خمسين جريح مع ثلاثة من مرافقيه من مسلحي حماس يوميا” ضمن الصفقة وبالتالي تأمين حياتهم ومستقبلهم لأجيال قادمة، ومات مع هذا أي تفكير بمحاسبة او معاقبة او مراجعة أي سبب في دمار حياتنا بمغامراته ومناوراته.

14-في بند عودة الناس شمالًا بلا سلاح ومشاة (البند رقم 7) ما يمكن الإسرائيلي من منعهم متى ما شاء عند أي اشتباه بحمل سلاح؟! لأن بند (بلا أسلحة) يعطي الإسرائيلي الحق بالتفتيش بوضوح رغم بند عدم التفتيش، فالاشتباه هو سِمَة الإسرائيلي سيجرد البند من معناه، كما يحلو له.

15-فيما يسمى البرتوكول الانساني (البند 8) لم يحدد الجهة المعنية بإدخال او التعامل مع المساعدات إلا إن كانت ضمن البنود السرية التي لم تعلن، وحيث تم الإشارة في أكثر من بند لتوافقات سابقة (غير منشورة).

16-الى ما سبق يقول أحد الكتاب أنه بالبنود المتعلقة بإعادة الإعمار وإدخال المساعدات فقد تم ربط الاتفاق بين إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وعلاج المرضى بالخارج بسلوك حماس، بدون التزام إسرائيلي مطلق لتنفيذها ومن هي الجهة التي سيتم التعامل معها لاستلام وتوزيع المساعدات، أما مسألة إعادة الأعمار فهذه ترتبط بأفق ومسار سياسي حتى تساهم الدول المانحة بإعادة الأعمار بشراكة مع حكومة شرعية فلسطينية منخرطة فيه .

17-لا يتم اعتقال المحررين لنفس التهم، أو إعادتهم لقضاء محكوميتهم أو استكمالها حقق استفادة من الاتفاق السابق الناقص وهو (اتفاق شاليط) نعم، وهذا جيد ولكن الأمور ستظل مرهونة تحت الاحتلال بمدى التزامه أو عدمه بإعادة الاعتقال، ومنه الاعتقال الإداري مثلًا.

18-يكتب المحلل العسكري “يوسي يهوشع” في “يديعوت احرونوت”:أنه “من أصل السجناء المؤبدين الذين سيتحررون اختير أولئك الذين يوجد دم أقل على أيديهم. لهذا الغرض نجح “الشاباك” في أن يدخل الى القائمة مخرّبين اعتقلوا في اثناء المناورة في غزة ولم يكونوا مشاركين في مذبحة 7 أكتوبر”. مضيفًا: “هذا انجاز كبير للشاباك الى جانب الفريق المفاوض ومندوبي الموساد في قطر. كان هذا يتطلب غير قليل من الإبداعية والاعصاب الحديدية.”

19-وفي نقطة أن (مفاتيح التبادل) في المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي ذكر أنها ستكون مختلفة، يعني أن الأمور بيد “نتنياهو” وهو القوي عسكريًا الوحيد مع الأمريكي ما يؤشر لامكانية إعادة العدوان والقتل والدمار بوضوح فلم تتوقف الحرب ولم يخرج الإسرائيلي من غزة.

20-لا ذكر البتة لأي معطى أو أفق سياسي أو خارطة طريق لأي حل. فلا دور “للأنروا” مثلًا، ولا دور للحكومة أو السلطة أو المنظمة، ولا لحماس بالطبع، ألا إن كان هناك اتفاقيات سرية ما، ما يعني أن اليوم التالي-وإن جاء أن النقاش عليه سيكون بالمراحل التالية-غير محسوم لا إسرائيليا ولا أمريكيًا، ويدلل أن “حماس” تتنصل بوضوح من إعلان ولاية دولة فلسطين على كل من الضفة وغزة.

21-يقول الكاتب د.إبراهيم أبراش “اذا كانت اتفاقية أوسلو سيئة لأن منظمة التحرير تخلت عن المقاومة أو الكفاح المسلح مقابل سلطة على 22% من مساحة فلسطين، فماذا نقول عن حركة مقاومة رفضت أوسلو لهذا السبب وطرحت نفسها بديلاً عن المنظمة وفي النهاية أسست سلطة في قطاع غزة على 1,5% من مساحة فلسطين! ثم وقعت اتفاق (الدوحة) مع العدو يتضمن التخلى عن المقاومة وإنهاء الحرب مقابل ضمان أمن قياداتها واستمرارها في السلطة في قطاع غزة، بعد أن تسببت في تدمير 80% منه وسقوط حوالي ربع مليون من سكانه ما بين شهيد وجريح ومفقود وأسير؟”

22-يقول الكاتب خليل موسى “إلى المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أجلت قضية اليوم التالي للحرب، وتحديد هوية من سيتولى حكم القطاع في ظل شبه إجماع إسرائيلي وأميركي وإقليمي على منع فصيل “حماس” من العودة للحكم، بعد سيطرتها عليه منذ نحو 17 عاماً.”

23-مضيفا: “لكن نتنياهو يرفض أيضاً عودة السلطة الفلسطينية لتولي مسؤولياتها في قطاع غزة، في خطوة تهدف بحسب كُثُر إلى تكريس الانفصال بين غزة والضفة الغربية، وضرب أية إمكانية لإقامة دولة فلسطينية.” (نحن نقول الدولة الفلسطينية قائمة ومعترف بها وتسعى للتحرر من الاحتلال).

تعليقات أخرى على اتفاق الدوحة

تقول افتتاحية صحيفة نضال الشعب ان اتفاق الدوحة افتقد عنصرين هامين

الأول : وقف العدوان في كافة الأراضي الفلسطينية قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية   والثاني: الأفق السياسي الذي يضمن خارطة طريق تنهي الاحتلال الإسرائيلي بجدول زمني محدد وملموس يؤدي لتطبيق حل الدولتين المتفق عليه دوليا على أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .

-لتضيف أن “الحديث عن انسحاب هو بالواقع إعادة انتشار وتموضع لقوات الاحتلال حتى بالمرحلة الثالثة فإن الانسحاب لا يتضمن التزاما بالانسحاب الشامل بدون مناطق عازلة لم يتطرق لها الاتفاق ، بمعنى وهذا هو الأهم أن الهمّ الأول لنتنياهو إعادة المخطوفين مع الإبقاء على تهديد بالعودة لاستئناف الحرب”

-يقول الكاتب أكرم عطا الله: “العقل العربي كعادته في الفشل معصوم من الخطأ، فما بالنا حين يرتدي عباءته الدينية؟ من ينتظر اعترافاً عليه أن ينتظر طويلاً، لأنه في نظر البعض أن تدمر مدينة وأن تستدعي مجرماً فاشياً يملك كل ممكنات الإبادة، ويقف العالم خلفه ويقتل ستين ألفاً لتطلق سراح ألف هي معادلة عادلة؟! لا يعني براءة “اسرائيل” الأبدية من دمنا ولكن للعقل السياسي حساباته. لكن العقل البدائي لا علاقة له بالحساب دوماً، والكثير من أمثلة فشل التهجير ستحتل الرواية ترافقها أساطيل الإعلام لتقنعنا بجدارة موتنا.”

-يقول د.إبراهيم أبراش أنه “مع اتفاق الدوحة تتحدث حماس عن الانتصار لأنها كما تزعم أجبرت العدو على الإنسحاب من القطاع، والجيش كان خارج القطاع قبل طوفانهم، وتتحدث عن عودة سكان الشمال النازحين للجنوب إلى انقاض ييوتهم في الشمال، وهؤلاء كانوا في بيوتهم، قبل الطوفان.

-ويقول “يتحدثون عن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال قد يصل عددهم حسب الاتفاق إلى 1600 أغلبهم من قطاع غزة وممن تم أسرهم خلال الحرب وبسبب طوفانهم، ويتجاهلون أنه وبفضل اتفاقية أوسلو تم إطلاق سراح حوالي عشرة آلاف أسير فلسطين.”

-يكتب الرئيس السابق لعمليات الموساد عوديد عيلام ان “الهدف المركزي – تقويض القدرة العسكرية لحماس وانهاء حكمها – لم يتحقق. بل لا يزال بعيدا عن أن يتحقق. صحيح، توجد لنا إنجازات، لكنها جزئية، ولا يمكن طمس هذه الحقيقة.”.

ليضيف ما معناه أن غباء “الاسلام السياسي” سيقودهم بالضرورة الى “خرق يسمح لنا بحرية عمل واسعة بشروط محسنة” (اي عدوان جديد أشد) مضيفا انه “في الشرق الاوسط يحترمون القوة وليس الاتفاق”، ما يعني أن خرق الاتفاق في نية حكومة الفاشية الصهيونية.

خاتمة: من الواضح أن اتفاق الدوحة مليء بالثقوب كما الجبنة السويسرية، وهو بإشاراته المختلفة لاتفاقات سرية يوضح عديد التنازلات للإسرائيلي، وعدم تحقق الأهداف ومنها حين المقارنة بأهداف اليوم الأول مما طرحه محمد الضيف، بل وما تلاه.

وهو إذ كان اتفاقًا حزبيًا منفردًا من “حماس” دون أي دعم او توافق أو مشاركة لا مع (م.ت.ف) ولا مع الكل الوطني الفلسطيني فإنه يقترب من امكانية نظر الفصيل بعيون مفتوحة مع الإسرائيلي، وبعيون مغمضة مع الأخ الفلسطيني أي مادام موجودًا و(يحكم) وحده القطاع فقط ما يحقق مبتغى “نتنياهو” حيث تكريس الانفصال بين شقي دولة فلسطين التي لا يراها الصهيوني قط.

أن الذي حصل رغم كل صيحات (الاتفاق المشرف) أو النصر أو غيره هو تحقق الدمار الهائل بالبشر والشجر والحجر، ولمن يفترض أن هذا الموت هبة من الله واستسلام جبري لإرادته، أن يراجع ذاته ومسؤولية (القيادة العظمى) عن حياة الناس أمام الشعب وامام الله سبحانه وتعالى، والفداء الذي يكون بنفس المجاهد أو الثائر أو المقاتل لشعبه.

كما يجب على القائد أن يسأل نفسه لماذا لم يفهم؟ ولماذا تأخرفهمه؟ ولماذا لم ينتقد نفسه حين وجد ذاته في مواجهة القوة العظمى الوحيدة بالعالم؟ وكان الأجدر به أن يمد اليد للأخ قبل الصديق، فما بالك حين يفاوض الإسرائيلي منفردًا، فلا يقدم للإسرائيلي الكثير عوضًا عن التخلي عن نزق عدم فهمه للمتغيرات وإدارة دفة ردع العدوان باتجاه مختلف لاسيما عندما أصبحت النار في كل بيت مما كتبنا فيه الكثير.

لكن من لا يعرف الاعتذار لشعبه عن سوء تقديره، ويقلص من الارتباط بحزبه لمصلحة شعبه، فإنه يفترض الصواب المطلق والحق الأبلج الذي لا يدانيه شك! أي محولًا فكره الانساني الذي يصيب ويخطيء لمستودع قرآني لا يطاله العبث أو الخلل أو الزلل ماهو سمة الفكر الاقصائي.

وعليه فإن البند الأكثر إثارة برأيي باتفاق الدوحة هو الخروج أو إخراج مقاتلي حماس من غزة وهو بند ما دامت الموافقة قد تمت عليه من أشهر! (وكان يجب أن يُفهم منذ الدخول الأمريكي بالحرب ومنذ مجزرة المعمداني في 17/10/2023م) وفي ظني أنه البند الأشد تمسكًا به من قبل الحكومة الصهيونية كان يجب أن يقابله عدم الإصرار على استنزاف ومقتل مزيد من الناس، لكن الوعي أوالفهم المتأخر، إضافة للدور التضخيمي والتهييجي لفضائيات الفتنة وعلى رأسها الجزيرة القطرية، جلب مزيدًا من الدمار والخلل مما يعد عند أصحاب النهج المستهتر بأرواح الناس التكتيكية نهجًا متبعًا سيرافقهم الى يوم الدين، آملين من الله تغيّره فهل يفقهون!.

عندما تحدثت مع أخوة من مقاتلي الثورة والمقاومة الفلسطينية الذين خرجوا من لبنان عام 1982م لماذا خرجوا؟ وهل انتصروا؟ أشاروا بكل وضوح أنهم والشعب الفلسطيني واللبناني قد صمدوا نعم، ولكنهم لم يفهموا خروجهم او إخراجهم من هناك انتصارًا قط. فيما في ذلك من اعتراف وتحمل المسؤولية.

وعندما سألت عن سبب قرار الخروج بعد 88 يومًا من الصمود أشار محدثي اليّ طلب القيادات والشعب اللبناني من جهة، والى تفهم الراحل ياسر عرفات -وقيادات منظمة التحرير الفلسطينية- لنبض الناس وتقديمهم أبدًا على ذاته ومقاتليه، إذ عندما كان يمشي في شوارع بيروت على عادته ما قبل الحصار كانت الحشود تتدفق لمصافحته او التقاط الصور معه باستثناء الحالة أيام حصار بيروت إذ كانوا يتجنبونه، ما كان يعني تجنبهم للقصف والقتل المقصود به ياسر عرفات ومقاتليه، فعزم واتخذ القرار بالخروج حقنًا لدماء المزيد من الناس.

في جميع الاحوال فلقد تنفس الشعب الفلسطيني الصعداء وخرج مبتهجًا بوقف المقتَلة والإبادة الجماعية، ولكن العربي والفلسطيني يجب أن يظل متنبها ويقظًا فالإسرائيلي المدجج بالسلاح والدعم الامريكي اللامحدود مستعد كل لحظة على مواصلة العدوان لا سيما أن طريد الجنائية الدولية والمحاكم الإسرائيلية ومُشعِل العدوان “نتنياهو” قد قال خلال جلسة الحكومة:”حصلنا على ضمانات قاطعة، من الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب ترمب، بأنه في حال فشل المفاوضات حول المرحلة الثانية ورفض “حماس” مطالبنا الأمنية، سنعود إلى القتال”. في حين قال رئيس جهاز الموساد “دافيد برنياع” إن: “إسرائيل تركت أدوات ضغط على “حماس”، إذا لم تقم بدورها في الصفقة، دون أن يوضحها”!؟.

كانت فلسطين هي المحور الذي تدور حوله الأرض، وستظل.

تارة من القدس، وتارة من غزة، وتارة من الخليل وفي حين آخر من حيفا، أو من نابلس…الخ ولكنها تظل فلسطين هي محور الكون، لأن الحرب تبدأ من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين كما كان يردد الخالد ياسر عرفات.

ننتقد وسنظل ننتقد كل مسارات العمل الوطني الفلسطيني سواء باليد الممدودة أو المنسحبة بالشمال من دولة فلسطين أو الجنوب في غزة، ورغم كل ما قلناه-ولن نتوقف بإذن الله- فإن الواجب الوطني، والعربي اللازم الذي أيضًا طالما تحدثنا عنه يوجب النقد والاعتراف والاعتذار والمراجعة والتقييم نعم، ولكن ليس بهدف التقريع وكسب النقاط ثم إدارة الظهر، وإنما تبيان الزلل وإصلاحه، والتواصل والتعاون من حيث رفض الحزبية البغيضة واستغلال الدين والناس، ورفض التموضع في قوقعة القداسة الموهومة أوالصواب المطلق، وبعيدًا عن الانتهازية والمصلحية والعبثية، وبعيدًا عن عقلية التهييج والشتم والتحقير والتكفير والتخوين.

وعليه يجب الانطلاق بنهج تفكير جديد ومنفتح على الآخر الوطني ثم العربي، بعيدًا عن حملات الأكاذيب والتدليسات والأضاليل والتفخيمات الفارغة، وبعيدًا عن العصبويات الحزبية التي جلبت الدمار للعباد والبلاد وأغلقت عقول البسطاء وجرفتهم وراء عواطف ألهبت المشاعر وعطلت العقول.

يجب الانطلاق بقيادات جديدة غير مهزومة أو منتفخة بكبرها ونزقها، وتدليسها وضحكها على الناس، قيادات تضع الشعب أولًا وفلسطين فوق رأسها وليس حظوتها بين الزعامات وقيمة فصيلها، ويجب أن تنطلق الحقائق من حيث تقول فلسطين العربية قف واستمع لي، أي بوحدة وطنية لازمة، وعمق عربي واجب، وبرنامج وطني شامل تحت إطار دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، ونقطة وأول السطر.

تابعنا عبر: