ماذا يخطط ترامب لدمشق ما بعد الأسد

السياسي – يترقب العالم بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تسلم بشكل رسمي، مهامه اليوم.
وتنتظر منطقة الشرق الأوسط، كغيرها من المناطق في العالم، ما سيتخذه ترامب من قرارات بناء على وعوده السابقة، بعد أن تحدّث أكثر من مرة عن سعيه إلى إحلال السلام ووقف الحروب.
لكن سوريا، قد تكون معنية أكثر من غيرها بما يحمله ترامب لها، في ظل التغيير الدراماتيكي الكبير الذي شهدته البلاد في “الوقت المستقطع” بين نهاية ولاية الرئيس السابق جو بايدن وتسلم ترامب لولايته الثانية، حيث عاشت سوريا تحولاً كبيراً بسقوط نظام بشار الأسد، وتصدر هيئة تحرير الشام للمشهد.

يعتقد كثيرون أن رؤية ترامب لسوريا قد تتأثر بالخطط الإسرائيلية التي بدأت على الأرض في اللحظة التي سقط فيها نظام الأسد، حيث يجاهر مسؤولوها بعدائهم للإدارة الجديدة، ورغبتهم بتقسيم البلاد إلى أكثر من دولة.
بالمقابل، يرجح مراقبون أن يكون لتركيا القول الفصل في سوريا، بعد تعزيز موقعها فيها، في ظل توقعات بأنها ستخوض مفاوضات شاقة مع الأمريكيين بشأن الوضع الكردي ووضع شمال شرقي سوريا.
وكما نجحت أنقرة في توسيع هامش نفوذها ومصالحها، يبرز اهتمام عربي بالتقدم أكثر باتجاه سوريا، وسط معلومات أصبحت مؤكدة عن الاستعداد للانخراط أكثر في مشاريع كثيرة سياسياً، واقتصادياً، مع الإشارة إلى أن مسؤولين عربا نقلوا مواقف واضحة إلى القيادة السورية الجديدة، بأن هناك فرصة حقيقية لنجاح هذه التجربة مع توفير الظروف الملائمة كلها لتحقيق الانتقال السياسي السلس، ودورا يمكن أن تلعبه بعض الدول العربية لإقناع ترامب في إعطاء الإدارة السورية الجديدة فرصة لتحقيق هذا الانتقال.
-مفاجآت خطرة
يعتقد الكاتب السياسي السوري مازن بلال أن ترامب يبحث عن مشروع كامل في شرقي المتوسط، يشكل سدا تجاريا في مواجهة النشاط الصيني، ما يعني “على المستوى النظري” أن مشروعه يبحث عن الاستقرار وإنهاء مسارات العنف.
ويضيف بلال أنه وفقا لهذا التصور هناك مرحلة للحد من الطموحات العنيفة التي يحملها التطرف الإسرائيلي، ولكن المنطقة تحمل مفاجآت خطرة، وإدارة ترامب تنظر إلى سوريا وفق الشكل الأوسع للمشروع في الشرق الأوسط.
وبخصوص العقوبات الأمريكية على سوريا، يرى الكاتب السياسي السوري أن سحبها سيكون عملية سياسية طويلة تحتاج إلى موافقات من الكونغرس ولشروط سياسية مرتبطة بالانفصال السياسي، وفي نهاية المطاف هذا الأمر يتطلب تفاهمات إقليمية ودولية معقدة.

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً