سؤال يُشغل كل المراقبين والمحللين السياسيين كما أنه محل إهتمام أهلنا في القطاع الذين عانوا طويلا وكثيرا من حكم حماس ومغامراتها العسكرية. تصريحات القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق عن استعداد الحركة للحوار مع واشنطن (حول كل شيء) وأن حماس مستعدة لاستقبال مبعوث ترامب وتوفير الحماية له في غزة! هذه التصريحات بالإضافة الى تصريحات مراقبين دوليين وحتى مسؤولين إسرائيليين بأن حماس ما زالت تحتفظ بقدرات عسكرية أيضا عودة الاستعراضات العسكرية للقسام بعد بدء الهدنة،كل ذلك يطرح تساؤلات حول إمكانية تعامل إسرائيل وأمريكا مجدداً مع حماس كسلطة أمر واقع بعد أن وصفوها كحركة إرهابية وإجرامية وأعلنوا أن هدف الحرب القضاء عليها عسكرياً وسياسياً؟
لا نريد تكرار ما سبق قوله من دور إسرائيل في صناعة الانقسام الفلسطيني وديمومة سلطة حماس طوال ١٧ سنة تقريبا،ولكن علينا التذكير بأن واشنطن صنفت جماعة النصرة وكثيراً من الجماعات الاسلاموية المتطرفة في سوريا كجماعات إرهابية ورصدت ملايين الدولارات مقابل معلومات عن قادتهم وخصوصاً الشرع الذي أصبح لاحقاً رئيساً لسوريا، ومع ذلك فأن واشنطن وتركيا وإسرائيل ساعدوا هذه الجماعات الإرهابية على استباحة سوريا وتواصلوا معهم واعترفوا بحكمهم حتى يستكملوا مخططهم في سوريا والمنطقة .
قد يتكرر المشهد في غزة اذا وجدت تل أبيب وواشنطن أن وجود حماس في غزة ولو لمرحلة انتقالية ،يحقق مصالح استراتيجية لهم ،سواء فيما يتعلق بديمومة الانقسام ومنع قيام دولة الضفة وغزة إو استكمال مشروع التهجير القسري أو الطوعي، أو التخطيط لاستغلال غاز ونفط بحر غزة وموقعها الاستراتيجي في مخططات جيواستراتيجية قادمة،كل هذه الأهداف يمكن للعدو تحقيقها ما دام القطاع تحت سلطة حركة غير شرعية ومًصنفة كحركة إرهابية من عديد دول العالم،وكما يبدو فإن حركة حماس الإخوانية مستعدة مع ذلك لتحكم قطاع غزة!.