السياسي – “نموت في بيوتنا ولن نرحل”، عبارات تحمل في طياتها ثباتًا كبيرًا و “ندمًا” لن يتكرر، ومع استمرار توافد النازحين إلى مدينة غزة وشمالها، يُبدي العائدون تمسكًا بالأرض وفرحًا بعودتهم إلى مساكنهم وما بقي منها.
ويتزامن ذلك مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، التي أثارت موجة استنكار واسعة في قطاع غزة.
“مش طالعين لو على موتنا”..
ورصدت مقابلات مشاعر وآراء بعض النازحين خلال عودتهم إلى شمال القطاع، بعد أن ذاقوا ويلات النزوح المتكرر، ومرار الفقد والقصف والدمار.
وأجمع العائدون على التمسك بالأرض، وعدم تكرار النزوح والهجرة مرة أخرى وإن كلفهم ذلك الموت على ركام بيوتهم.
وهذه طفلة فلسطينية عائدة إلى مدينة غزة، تُعبِّر بعد تعب الطريق “بعد هيك وبعد كل إلِّي شفناه، لو بدنا نموت حنموت في دارنا ومش رح نطلع برَّا دارنا”، ويُضيف آخر: “لن نُعيد الكرَّة مرة أخرى، ندمنا على نزوحنا ولن نخرج أبداً “.
ووصف أحد النازحين العائدين إلى شمال القطاع، التمكن من العودة بـ”الإنجاز الوطني والنصر الكبير”، بعد محاولات الاحتلال المتكررة بتهجير الفلسطينيين.
وقالت إحدى المواطنات الفلسطينيات، أثناء عودتها إلى شمال قطاع غزة، إن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه مهما كانت التحديات، مضيفة: “هذا هو الدليل أمام أعين ترامب والعالم بأسره، لن نترك أرضنا مهما حاولوا الضغط علينا أو تهجيرنا”.
وأكدت فرحة العائدين إلى شمال غزة، أن أحلام الإدارة الأمريكية بتهجير الفلسطينيين إلى الأردن أو مصر لن تتحقق، مشيرة إلى أن الفلسطينيين صامدون رغم كل المعاناة والتحديات، ومتمسكون بديارهم التي تمثل كرامتهم وهويتهم الوطنية.
وأوضحت أن الشعب الفلسطيني واجه العذاب والتشريد، لكنه مستعد لتحمل المزيد في سبيل البقاء في أرضه، مُعبّرةً: “أرضنا هي عرضنا، ولن نتنازل عنها مهما كانت الظروف، نحن على استعداد لأن نموت هنا، لكننا لن نفرط بشبر واحد من أرضنا”.
“أنا بدي أروح أنام على ركام داري، على رمل داري، ومش طالع من غزة لو على موتي ومش نازحين”، ولا زال الفلسطينيون يصدحون بعبارات الثبات على طول طريق العودة، مُثبتين تمسكاً وإنكاراً لأي نزوح آخر.
أسقطوا خطط التهجير..
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط منذ بداية الحرب على قطاع غزة إلى تهجير الفلسطينيين خاصة أهالي شمال القطاع، مستخدماً في ذلك القوة النارية الشديدة وأوامر الإخلاء القسرية والحصار والتدمير الممنهج؛ لجعل قطاع غزة غير قابلٍ للحياة.
وعلى عكس ذلك، أسقط الفلسطينيون خطط الاحتلال الإسرائيلي للتهجير وما عُرف بـ”خطة الجنرالات”، وذلك بثباتهم في منطقة الشمال، في حين قلبت المقاومة الفلسطينية المعادلة بعملياتها العسكرية ضد جيش الاحتلال في المنطقة.