لماذا لم يتحرك فلسطينيو 1948؟

حسام الدجني

منذ اليوم الأول للمذبحة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحتى تاريخ كتابة هذه السطور يتداول الكثيرون عن الدور المنوط بفلسطيني الداخل المحتل نصرة لأهل قطاع غزة، فهذه الكتلة الديمغرافية المؤثرة لا بد وأن يكون لها دور مؤثر يحقق تطلعات شعبنا الفلسطيني.

وليس بالضروري أن يكون الدور يضر بمصالحهم أو بوجودهم على أرضهم مع وجود اليمين الفاشي بالحكم، فهذا الوجود نبني نحن الفلسطينيين آمالا كثيرة عليه، وينبغي التفكير في تعزيزه عبر صناديق مالية تعزز صمودهم ومكانتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وجودة تعليمهم، والعمل على زيادة نسلهم ضمن دراسات عميقة تساهم في زيادة الإنجاب والتعدد، وصولًا لتحقيق هدف استراتيجي بأن يصبح وزنهم الديمغرافي بعد أعوام قليلة ما نسبته 40% أو يزيد داخل المجتمع الصهيوني، مع ضرورة تبني رؤى وأفكار تساهم في وحدتهم الوطنية ومشاركتهم السياسية خلف قائمة انتخابية تضمن قوتهم التمثيلية بالكنيست الإسرائيلي، بما يعزز وجودهم وتأثيرهم في صناعة القرار الذي يخدم مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني.

وهذا لا يمنع أن يكون لهم أدوار بالغة التأثير والأهمية عبر الخروج المكثف للشوارع في تل أبيب، والانضمام للتظاهرات الأسبوعية التي تطالب بوقف الحرب وعودة الرهائن عبر صفقة شاملة تنهي الحرب على غزة، وتضغط على نتنياهو للقبول بالقضايا التي تعوق الصفقة الشاملة والمتمثلة في الوقف الدائم لإطلاق النار، وتقديم خرائط تفصيلية للانسحاب المتدرج وصولًا إلى الانسحاب الشامل من قطاع غزة والموافقة على صفقة تبادل ضمن المفاتيح المتوافق عليها، والتي تتعاطى مع المجندين بثمن يختلف عن التعاطي مع كبار السن والمرضى والأطفال والنساء من المدنيين، وكذلك الانسحاب الفوري من محور فيلادلفيا ورفض إصرار نتنياهو على الانسحاب بعد أسبوعين من المرحلة الثانية ما يعكس نيته بالعودة للحرب مرة أخرى، وهو ما ينبغي رفضه عبر ضغط المجتمع الإسرائيلي، ليساند الضغط الدولي للوصول إلى وقف جرائم الإبادة الجماعية.

إن تبني الأحزاب السياسية والمجتمع المدني المشاركة في تلك المسيرات من شأنه أن يحقق مليونية حقيقية قادرة على الضغط على نتنياهو وحكومته الفاشية، وهي عامل محفز لإدارة ترمب للضغط من جانبها وإغلاق الطريق أمام التسويف والمماطلة التي ينتهجها نتنياهو للهروب من استحقاقات الصفقة التي تضر به شخصيا، وتتعارض مع المزاج العام الإسرائيلي الذي تعكسه استطلاعات الرأي العام، والذي بات يؤيد الصفقة الشاملة أكثر من ثلثي المجتمع الإسرائيلي.

إن هذا التحرك السلمي لا يضر بمستقبل الوجود العربي، وفي نفس الوقت يمثل موقفا على أقل تقدير يرضي شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة مع تزايد حالة الخذلان من معظم الأطراف لوقف جرائم الإبادة في قطاع غزة.

تابعنا عبر: