تعتبر قضية اللاجئين محورا مركزيا في القضية الفلسطينية ، وذلك في ضوء النكبات التي فرضتها إسرائيل ، والتي شهدت اكبر حملات التهجير والطرد والتطهير العرقي منذ العام ١٩٤٨ مرورا بالعام ١٩٦٧ وصولا لعامنا الحالي الشاهد على ما سبقه ايضا في عامي ٢٣ و٢٤ من حملات عنصرية اسرائيلية ، لازالت متواصلة ، تستهدف من خلالها إسرائيل وبمساعدة الولايات المتحدة ، اللاجئين والنازحين الفلسطينين ، في محاولات خطيرة لتعميق أزماتهم ونكباتهم ، فيما يمكن وصفه باكبر مأساة سياسية واجتماعية وانسانية في التاريخ .
لقد منعت إسرائيل بقوة احتلالها اللاجئين من العودة إلى بيوتهم ومنازلهم ، وظلت حكاية اللاجئين الذين توزعوا قسرا على مخيمات عديدة في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة ، الركيزة الأساسية في أي حل منصف وعادل للقضية الفلسطينية .
وفي الوقت الذي يفتقر فيه اللاجئون الفلسطينيون إلى أبسط الحقوق الإنسانية، ويعانون من إنعدام الحماية والمساعدة الدولية الملائمة، ويدفعون ثمن اللجوء بشكل مزدوج سواء في الخارج أو في الوطن بفعل إجراءات الإحتلال العنصرية، فان إسرائيل صممت اكثر من اي وقت مضى في الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية ، على القضاء على وجود النازحين وأجبرتهم على النزوح من منازلهم التي دمرتها لغة الحرب ، ومن ثم غادروا الخيام التي استقروا فيها مؤقتا لرحلات نزوح وتهجير متتالية .
لقد صممت إسرائيل مخططا يحمل آثارا وعواقب كارثية على حياة ومستقبل اللاجئين الفلسطينين ، وذلك بعد ان بدأت اعتبارا من الأمس زورا وبهتانا قرار حظر عمل الأونروا في فلسطين ، الأمر الذي سيحرم اللاجئين الفلسطينيين من احتياجاتهم وخدماتهم الرئيسية التي تقدمها الأونروا كونها اكبر منظمة إنسانية دولية تدعم الفلسطينيين ، ورغم تأكيد الامم المتحدة على حيادية الأونروا ، إلا ان إسرائيل أصرت على سحب وانهاء تأشيرات الاقامة لموظفي الوكالة الدولية في القدس ، وسط تصميم الوكالة على مواصلة عملها في الضفة الغربية وغزة ، من اجل اغاثة ومساعدة المنكوبين والمكلومين ، وتقديم خدماتها المنقذة للحياة .
تتواصل فصول النكبة مع التهديدات المتواصلة من الرئيس الاميركي المهووس بضرورة تهجير سكان قطاع غزة إلى دول خارجية ، وفي ذلك استهداف خطير لقضية الشعب الفلسطيني وحق عودته وتعميق قضية اللاجئين ، اضافة للعدوان المتواصل على مخيمي جنين وطولكرم ، والذي تهدد إسرائيل بتوسيعه ليشمل مخيمات اخرى ، وكل الاجراءات والاعتداءات وحملات حرق وتدمير وتفجير المنازل وابعاد المواطنين ، ، تهدف بالدرجة الاولى لتهجير الفلسطينيين والقضاء على كل مقومات حياتهم ، حيث تعيش المخيمات أوضاعا صعبة وكارثية ، ويعاني المواطنون من عدم توفر الخدمات الأساسية ، من مياه وكهرباء واتصالات ودواء ونقص حاد في المواد الغدائية ومياه الشرب وحليب الأطفال ، اضافة لاستهداف البنى التحتية من قبل جرافات الاحتلال والسؤال : إلى اي مدى سينجح اليوم اجتماع القاهرة المخصص لوزراء خارجية مصر، الأردن، السعودية، قطر، الإمارات ومنظمة التحرير الفلسطينية، والجامعة العربية ،والذي سيبحث جهود تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى جميع أنحاء القطاع، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وتمكينها من أداء تكليفها الأممي بتحقيق نتائج حاسمة ، لإلزام إسرائيل برفع قرار حظر الوكالة الدولية ، وشطب فكرة ترامب بتهجير الفلسطينيين ؟