الهيئة الدولية (حشد) تُنظم لقاءً حقوقيًا يدعو لتحرك عاجل لحماية الفلسطينيين من مخططات الضم والتهجير

 

نظمت الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، مساء الأحد 9 فبراير، لقاءً حواريًا بعنوان “سبل مواجهة مخططات التهجير القسري والضم الاستعماري وحماية الحقوق الفلسطينية”، بمشاركة عشرات الحقوقيين والإعلاميين والباحثين وممثلي القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني العربية والفلسطينية.

تحذيرات من مخاطر التهجير والضم
افتتح اللقاء رئيس الهيئة الدولية، د. صلاح عبد العاطي، محذرًا من تصاعد المخاطر التي تهدد الفلسطينيين، في ظل حرب الإبادة الجماعية والمشاريع الاستعمارية للضم والتهجير. وندد عبد العاطي بالتصريحات الأمريكية التي تدعم تهجير سكان قطاع غزة والسيطرة الاستعمارية عليه، معتبرًا ذلك جريمة تطهير عرقي وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. كما أشار إلى تصاعد جرائم الاحتلال في الضفة الغربية، التي تهدف إلى تكريس السيادة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية.

وأكد عبد العاطي على أهمية الرفض العربي والدولي لهذه المخططات، داعيًا إلى خطة وطنية موحدة لمواجهة المشاريع الإسرائيلية-الأمريكية، وتعزيز صمود الفلسطينيين عبر الاشتباك الشعبي والدبلوماسي والقانوني. كما شدد على ضرورة استثمار القمة العربية المرتقبة، ومؤتمر إعادة الإعمار، ومؤتمر الدول الأطراف السامية في اتفاقية جنيف، ومؤتمر الدولة الفلسطينية برئاسة السعودية وفرنسا، لخلق موقف فلسطيني وعربي ودولي قوي.

إجماع على مواجهة المخططات الإسرائيلية
ناقش المشاركون أبعاد تصريحات الرئيس الأمريكي وتصاعد الجرائم الإسرائيلية، التي تهدد القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي. وأكد المتحدثون أن مخطط ضم أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، وتهجير السكان إلى الأردن ومصر ليس قدرًا محتومًا، بل يمكن إفشاله عبر الصمود الشعبي والدبلوماسية الدولية.

وأعرب المشاركون عن قلقهم من استمرار الحصار على قطاع غزة وعرقلة جهود الإعمار، ما يدفع إلى تهجير بطيء للفلسطينيين. وطالبوا المؤسسات الحقوقية بالتحرك دوليًا لفضح الانتهاكات الإسرائيلية، ودعوا إلى اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر مبدأ “الاتحاد من أجل السلام”، في حال استخدام الفيتو الأمريكي لتعطيل أي قرارات أممية.

إدانة للسياسات الأمريكية الداعمة للاحتلال
أدان المشاركون العقوبات الأمريكية ضد المحكمة الجنائية الدولية، معتبرين ذلك اعتداءً على العدالة الدولية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. كما نددوا بالسياسات الأمريكية التي تدعم الاستيطان الإسرائيلي، وفرض عقوبات على جنوب إفريقيا بسبب موقفها من القضية الفلسطينية، معتبرين أن هذه التحركات تهدف إلى إضعاف آليات الحوكمة الدولية ودعم الاحتلال.

وأكد المشاركون أن الانحياز الأمريكي المطلق لإسرائيل لن يؤدي إلا إلى تأجيج الصراع وزيادة الكراهية للولايات المتحدة، مطالبين المجتمع الدولي بالتصدي لمخططات التهجير القسري الجماعي، والعمل على ضمان عدم تنفيذها باعتبارها جرائم ضد الإنسانية.

المخاوف من استغلال التطبيع لتعزيز الضم
وأشار بعض المشاركين إلى أن أولوية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتمثل في ضم الضفة الغربية وتعزيز التطبيع مع السعودية، ضمن اتفاقات غير معلنة مع الولايات المتحدة. وطالبوا بتسريع جهود تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية، وتكثيف المقاومة الشعبية والدبلوماسية الدولية لفضح السياسات الإسرائيلية.

الانقسام الفلسطيني عائق أمام المواجهة
أجمع المشاركون على أن الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس يمثل عائقًا رئيسيًا أمام مواجهة المخاطر الوجودية، داعين إلى إنهاء الخلافات الداخلية وإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني، ووقف التنسيق الأمني الذي يعزز التوسع الاستيطاني.

تحركات عربية ودولية ضرورية
أكد المشاركون أن تصاعد السياسات الأمريكية والإسرائيلية يتطلب مواجهة طويلة المدى، عبر تشكيل جبهة عربية ودولية رافضة للاحتلال، والعمل على تحريك الشارع العربي لمواجهة مخطط التهجير القسري.

وطالبوا القمة العربية المقبلة باتخاذ خطوات عملية لتنفيذ قرارات المقاطعة، وتفعيل المقاومة الشعبية، والتوجه إلى محكمة العدل الدولية لمحاسبة إسرائيل والولايات المتحدة على جرائم الحرب. كما دعوا إلى تشكيل صندوق عربي ودولي لدعم صمود الفلسطينيين، وتعزيز الجهود الدبلوماسية لخلق ضغط دولي ضد السياسات الإسرائيلية.

ختام وتوصيات اللقاء
في ختام اللقاء، شدد المشاركون على ضرورة: – توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي. – تفعيل المقاومة الشعبية، واستعادة تجربة مسيرات العودة لمواجهة الاستيطان والتهويد. – تعزيز الموقف العربي والدولي من خلال جبهة موحدة ضد التهجير والضم. – محاسبة الاحتلال على جرائمه عبر المحكمة الجنائية الدولية، ودعم حركة مقاطعة إسرائيل (BDS). – تفعيل التحركات الشعبية العربية والدولية لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية.

وأكد الحاضرون أن قوة الفلسطينيين تكمن في وحدتهم وصمودهم، مشددين على ضرورة مواصلة النضال بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية والشعبية لإفشال المخططات الإسرائيلية-الأمريكية، والحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية.

تابعنا عبر: