تصريحات أبو مرزوق ملفتة ولكن ..

بقلم اللواء رياض حلس

سواء تنصلت حماس من تصريحات عضو مكتبها السياسي وأحد رموزها “موسى أو مرزوق” أو لم تتنصل فهي تصريحات جريئة كسرت تقاليد حركته بالانتصارات الدائمة.
ماذا نقرأ في هذه التصريحات وماذا قال؟
فقد قال في مقابلة له مع “نيويورك تايمز” “لو كنت أعلم بحجم الدمار الذي سينتج عن هجوم 7 أكتوبر 2023 لكنت عارضته”.
وأضاف أن معرفة العواقب كانت ستجعل من المستحيل دعمه.
انتهى الاقتباس ..
موسى أبو مرزوق الذي يعتبر نائبا لحماس في الخارج ليس عبثا اختار صحيفة أمريكية لها تأثيرها في العالم “نيويوريك تايمز”.
لكي يدلي أمامها بهذه التصريحات التي تمثل ندما وتراجعا عن نهج حماs المنتصر دوما ولا يشق له غبار ولا يعرف الهزيمة في
كل المعارك.
تصريحات أبو مرزوق ليست زلة لسان وليست تهورا بالتفوه بل هي تصريحات مدروسة جدا وجاءت في وقت حساس تحاول فيه حماس الحفاظ على بقائها كجسم سياسي على الساحة رغم كل ما حصل.
– لكن .. هل هي تصريحات كافية؟
– كلا ..
كان يجب على الأستاذ “موسى أبو مرزوق” بدلا من تصريحاته على منصات دولية لاسترضاء العالم أن يواجه الشعب في غزة وجها لوجه ويقدم له اعتذار حماس عما جلبته من كوارث الدمار والفقد والضياع والعذاب بكل الأشكال والألوان.
كان يجب على موسى أبو مرزوق بدلا من مخاطبة العالم ندما
أن يقف أمام ذوي عشرات الآلاف من الشهدااء ويقدم الاعتذار
لهم وأن يقف أمام آلاف الأسرى ويعتذر … وأن يقف أمام ذوي آلاف المفقودين الذين ما زالوا تحت الركام ويعتذر لهم.
وكان يجب على أبو مرزوق أن يقف أمام خيام النازحين وأمام من فقدوا بيوتهم ويعتذر.
كان يجب على أبو مرزوق أن يقدم الاعتذار للأسر الثكلى ولكل الأمهات اللاتي فقدن فلذات أكبادهن في الطرقات وفي بيوتهم الآمنة ولمن فقدوا ولا يعرف لهم عنوان أو لمن نهشتهم الكلاب الضالة.
يجب على أبو مرزوق أن يعتذر لمن بترت أطرافهم جراء حرب غير متكافئة ويعتذر لمن فقدوا ممتلكاتهم وبيوتهم ومستقبلهم.
يجب على أبو مرزوق أن يعتذر عن تدمير اقتصاد البلد وتدمير مؤسساته الاقتصادية والتعليمية والصحية والتاريخية والتراث.
لقد تعلمنا من التاريخ أن القائد الحقيقي الذي يفشل في معركة يعتذر لشعبه أولا ثم يستخلص العبر.
فهل آن الأوان لاستخلاص العبر؟

تابعنا عبر: