السياسي -وكالات
لقيت فتاة هندية تبلغ من العمر 18 عاماً حتفها بعد أن خاضت تجربة “صيام الماء” لعدة أشهر، في محاولة يائسة لإنقاص وزنها، مستندةً إلى نصائح غير موثوقة من الإنترنت.
الحادثة المأساوية، التي وقعت في إحدى مدن ولاية كيرالا، سلطت الضوء على المخاطر القاتلة للاتجاهات الغذائية المتطرفة التي تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً بين المراهقين الباحثين عن معايير جمالية غير واقعية.
تفاصيل الحادث
على مدار 6 أشهر، امتنعت الفتاة عن تناول الطعام تماماً، مكتفية بشرب الماء فقط، في محاولة لإنقاص وزنها بسرعة، لكن مع مرور الوقت، تدهورت صحتها بشكل خطير، ما استدعى نقلها إلى المستشفى.
ووفقًا لموقع Indian express، كانت الفتاة تعاني من نقص حاد في الوزن، إذ لم يتجاوز وزنها 24 كيلوغراماً، كما كانت تعاني من انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم والصوديوم وضغط الدم.
وبالرغم من تلقيها الرعاية الطبية واستخدام جهاز التنفس الصناعي، إلا أن جسدها كان قد بلغ مرحلة من الضعف لم يعد معها قادراً على الاستجابة للعلاج، ما أدى إلى وفاتها.
ما هو صيام الماء؟
يعد “صيام الماء” من الاتجاهات الغذائية الشائعة على الإنترنت، حيث يعتقد البعض أنه يساعد الجسم على التخلص من السموم وتحفيز عمليات تجديد الخلايا، إلا أن الخبراء يؤكدون أنه لا يوجد أي دليل علمي موثوق يدعم هذه الادعاءات، كما أن تطبيقه لفترات طويلة يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة، قد تصل إلى الوفاة.
تسمم الماء
وأكد متخصصون أن صيام الماء لفترات ممتدة يؤدي إلى نقص حاد في المغذيات، ويؤثر على توازن الجسم، مما قد يسبب اضطراباً في نبضات القلب، ضعف العضلات، الارتباك، النوبات القلبية، بل وحتى توقف القلب المفاجئ.
كما أن الإفراط في شرب الماء دون تناول الأملاح والمعادن اللازمة قد يؤدي إلى “تسمم الماء” أو “نقص صوديوم الدم”، مما يؤثر على وظائف الدماغ ويتسبب في فشل الأعضاء الحيوية.
هوس الرشاقة
إلى جانب التداعيات الصحية، يشدد الخبراء على ضرورة معالجة الضغوط النفسية والمجتمعية التي تدفع المراهقين إلى تبني عادات غذائية خطيرة، خاصة مع انتشار الهوس بالرشاقة ومعايير الجمال غير الواقعية على وسائل التواصل الاجتماعي.
دعم نفسي وتوعية
ويؤكدون على أن المراهقين الذين يعانون من مشكلات صورة الجسد أو اضطرابات الأكل يحتاجون إلى دعم نفسي مكثف، إلى جانب التوعية بأهمية التغذية السليمة والنشاط البدني المتوازن.
كما يوصون كذلك بضرورة يقظة الأهل ومتابعة سلوكيات أبنائهم الغذائية، ومساعدتهم في تبني خطط صحية مستدامة تحافظ على صحتهم النفسية والجسدية.