أعتقد، بل أجزم، أن الاتصالات الأمريكية – الإيرانية سوف تسفر عن اتفاق بديل عن المواجهة بينهما، لأن قوة ترامب فى طهران، بل قوة التيار الإيرانى، والإيرانيين الأمريكيين، وهم لوبى ضخم فى واشنطن، من القوة أن يلتقيا مهما يطل السفر، أو الوقت، وأننا أمام مسار دبلوماسى بين الطرفين المتعاركين منذ عقود لأسباب عديدة، أهمها أنه لا حظوظ لإيران فى أى مواجهة أمريكية، أو حتى إسرائيلية، وأملها الوحيد إحراق مزيد من الوقت، والأعصاب، وإهدار الفرص، والأموال، أو إرضاء الشارع المتآلف معها عبر إحراق أعلام، أو إطلاق تصريحات نارية على أكثر أو أقل تقدير، علاوة على أن حركة الرئيس مسعود بزشكيان وحكومته محدودة التأثير، وأن الشعاع، أو النور، سيأتى من المرشد الأعلى (خامنئى).
ولعلنا نضيف أنه حتى حليفتىّ إيران (روسيا والصين) اللتين أُجريتا معها مناورات عسكرية أخيرا متفقتان فى هذا الرأى، بل ستلعبان دورا فى تذليل هذا الهدف، بالإضافة إلى أن العرب، خاصة الخليجيين، سواء السعودية أو قطر أو الإمارات، هم الآخرون متفقون على الحل الدبلوماسى، سواء على صعيد البرنامج النووى الإيرانى، أو الامتدادات الإيرانية عبر الميليشيات فى الشرق الأوسط، لكن كل ذلك يحتاج إلى حركة أسرع فى المفاوضات للابتعاد عن أجواء التوتر والقلق التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط، أو المواجهات، والمعاناة للشعوب، فشعوبنا العربية هى الأكثر تضررا من الصراع الإيرانى- الأمريكى، أو الغربى، والدليل أحداث غزة، ثم أحداث لبنان، وحروبهما، والآن نعيش أجواء أكثر تهديدا، والضحايا فيها بالآلاف، ومعاناة الشعوب كبيرة.
وأخيرا، فإننا ننصح بأنه إذا كان الرأى مبادرة حكومة بزشكيان لتأخذ الزمام بنفسها ولا تلجأ إلى المناورات، أو استخدام الأوروبيين كما كان يحدث فى الماضى، أو الاتفاق السابق- فأعتقد أنه من الأنسب، بل الأفضل، استغلال مكانة العرب فى المفاوضات الدولية، والتى تؤهلهم ليلعبوا دورا لمساعدة إيران للخروج من مأزقها الذى وضعها فى أفق بعيدا عن السياسة، أو الدبلوماسية، بل مناورات، ومتاهات عطلت مصالح الشعب الإيرانى سنوات طويلة، ويجب أن يكون المسار الذى تتبناه بعيدا عن الضغوط وهو الدبلوماسية.
نقلا عن الأهرام