ضرب الحوثيين هل هو مقدمة لضرب إيران؟

عصام أبوبكر

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده أطلقت “عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً” يرمي إلى وضع حد للتهديد الذي يشكّله المتمردون الحوثيون في اليمن على حركة الشحن في البحر الأحمر.
فيما كشف مسؤول أميركي أن القصف على اليمن اليوم “أهم عمل عسكري في ولاية ترامب الجديدة” وهو “رسالة تحذير لإيران” وفق ما نقلت “نيويورك تايمز” ،وكانت طائرات أمريكية قد شنت غارات جوية على محافظة صعدة، فيما قال إعلام حوثي إن قصفاً أميركياً استهدف أطراف مدينة ذمار ومديرية عنس

أعتقد أن امريكا وحليفتها إسرائيل ومعها السعوديه قرروا إنهاء موضوع الحوثيين بالتعاون مع الطيران العسكري الإسرائيلي لإنهاء الاذرع الايرانيه في الشرق الأوسط والبحر الأحمر فحرب اليمن قد تكون بداية لحرب إقليمية ضد إيران تترأسها إسرائيل وامريكا والدول الغربيه ومعها بعض الدول العربية وعلي رأسها السعوديه التي لم تستطع حسم معركتها مع الحوثيين منذ 5 سنوات ولكنها الان تريدحسم المعركة للسيطرة علي البحرالأحمر وإزالة تهديد الحوثيين وسيكون البحر الأحمر من نصيب المتحالفين

لا اعتقد ان ضربة الحوثيين هذه ستكون نهائية وربما سيكون هناك ضربات أخرى ولكن حسب اعتقادي هذا النوع من الضربات السريعة الموجعة ستكون نموذجا مصغرا وسيناريو لما سيحدث في العراق مستقبلا وبعدها إيران وكما حدث في لبنان وسوريا من قبل ولكن بشكل اطول وأقسى وأكثر تدميرا وضررا للبنى التحتية والاتصالات والكهرباء والجسور والمطار مثلما حدث لبيروت والميناء والضاحية الجنوبية ومقرات حزب الله وبيوتهم وبيوت عائلاتهم ومقراتهم في الجنوب وأيضا كما حدث في سوريا من تنفيذ ما يقرب من ٣٥٠ ضربة جوية أدت لتدمير كافة مقدرات الجيش السورى عقب سقوط نظام بشار الأسد

ترامب يريد تدمير الحوثيين وتأميم البحر الاحمر لصالح امريكا واسرائيل وأوروبا وبعض الأنظمه العربية ، وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى إسرائيل فيما يطلق عليه ” الممر الاقتصادي ” وذلك بتوجية ضربات قوية للحوثيين في اليمن وتأميم البحر الاحمر، وسيتم تدميره للتخلص من الحوثيين بحيث يستحيل أن يعودو للهيمنة على البحر الاحمر وهذا لن يتم إلا بمزيد من الضربات الجوية و التدمير في اليمن

حرب اسرائيل ضد إيران لم تبدا بعد والبداية الحقيقية ستكون بإنهاء النظام الإيراني وما يحدث مجرد ضرب أذرع إيران في المنطقة تمهيدا لضرب إيران ،حيث بدأت بضرب حماس في غزة وبعدها حزب الله في لبنان وإسقاط النظام السورى الداعم الأول لإيران في المنطقة والأن تقوم بضرب الحوثيين في اليمن في سلسلة ممتدة من الحروب قد تنتهي بضرب إيران ، فاسرائيل كانت في انتظار عودة ترامب للقضاء علي إيران

ضرب إيران مسألة طويلة قد تمتد لسنوات وستكون بعد تجريدها من كل مصادر الدعم والقوي الدولية وبعد انتهاء اذرعها إقليميا ،فضرب ايران مسأله شبه أكيدة وإن تم لن يكون اسرائيليا فقط، وانما تحالفات قوى عظمى على رأسهم امريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ومعها بعض الدول العربيه وعلي رأسهم السعوديه، فردع إيران هو جزء من تقليل هيمنة روسيا وبوتين ومسحها من خارطة التأثير في الشرق الاوسط وإعادة ترتيب العالم من جديد

ورغم تضحية إيران بحزب الله وحماس لإنقاذ نفسها من هجوم إسرائيلي أمريكي أكيد فلا أعتقد أنها بمأمن من مهاجمة إمريكا وإسرائيل لها ولن يكتفي نتنياهو دون مهاجمتها و ضرب المفاعل النووي الايراني ولكن توقيته مرتبط بنهاية موضوع غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا، ثم بعدها سيفرغ لمهاجمة إيران رأس الأخطبوط بعد أن يكون قام بتكسير أذرعها في المنطقة

ايران لن يكون لها مكانا على خارطة الشرق الأوسط الجديد من جميع النواحي ولكن الاختلاف في التوقيت، ولا اعتقد انه قريباوقد يستغرق وقتا قد يمتد لسنوات ولكن في الوقت الحالي ما تقوم به إأمريكا وحليفتها إسرائيل هو تكسير أذرع إيران في المنطقة تمهيدا لضرب إيران ولكن إنهاء النظام الإيراني وضرب المفاعل النووي ليس حاليا ،

ضرب ايران سيكون في توقيت اخر وبصورة مفاجئه وبعد ترتيب وضع غزة والضفة الغربية ولبنان والعراق وسوريا واليمن والتطبيع مع السعودية. وستكون حرب إقليمية تترأسها إسرائيل وامريكا والدول الغربيه ومعها بعض الدول العربية وعلي رأسها السعوديه