السياسي – 24-وكالات
في اختراق علمي واعد، توصل باحثون في جامعة براون الأمريكية إلى تقنية جديدة قد تُحدث تحولاً في علاج حالات فقدان البصر الناتجة عن تنكس الشبكية، وذلك باستخدام جسيمات الذهب النانوية والأشعة تحت الحمراء، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو تعديل جيني.
وتعتمد الطريقة على حقن جسيمات الذهب النانوية داخل العين، ثم تحفيزها باستخدام ليزر الأشعة تحت الحمراء منخفض الطاقة.
وأظهرت الدراسة أن هذا التحفيز قادر على تنشيط خلايا الشبكية، واستعادة جزء من الرؤية لدى الفئران التي تعاني من تلف في الشبكية.
وصرح جياروي ني، الباحث الرئيسي: “هذا نوعٌ جديدٌ من دعامات الشبكية لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب تنكس الشبكية دون الحاجة إلى أي نوعٍ من الجراحة المُعقدة أو التعديل الجيني، ونعتقد أن هذه التقنية يُمكن أن تُحدث نقلةً نوعيةً في أساليب علاج حالات تنكس الشبكية”.
تجربة ناجحة على الفئران
أجرى الفريق التجارب على شبكيات فئران حية وأخرى معزولة، بعد علاجها بالجسيمات النانوية، واستخدموا أنماطاً ضوئية دقيقة من الليزر، لتسجيل النشاط في القشرة البصرية للدماغ. وكانت النتائج إيجابية؛ حيث أظهرت الفئران نشاطاً بصرياً متطابقاً مع التحفيز الضوئي.
أمان وفعالية طويلة الأمد
أوضحت الدراسة أنه لم يتم رصد أي آثار جانبية سامة أو التهابية بعد أشهر من تطبيق التقنية، كما لم تُظهر الجسيمات النانوية أي تدهور يُذكر، وهو ما يُعزز إمكانية الاعتماد على هذه التقنية مستقبلاً.
نظارات ذكية قد تُغيّر حياة الملايين
يتصور الباحثون في المستقبل استخدام نظارات ذكية تحتوي على كاميرات دقيقة وليزر يعمل بالأشعة تحت الحمراء، قادرة على ترجمة المشاهد اليومية إلى أنماط ضوئية تُحفّز جسيمات الذهب داخل العين، مما يساعد الدماغ على تفسير الصور رغم غياب المستقبلات الضوئية التقليدية.
بديل غير جراحي لأنظمة الزرع المعقدة
بالمقارنة مع تقنيات زراعة الأقطاب الكهربائية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء (FDA)، فإن هذه التقنية تتسم بالآتي:
طفيفة التوغل (تتطلب فقط حقنة داخل العين).
تغطي الشبكية بالكامل.
لا تؤثر على الرؤية المتبقية للمريض.
وهذا يجعلها خياراً أقل تكلفة، وأكثر أماناً وفعالية.