السياسي – تعود قضية نزع سلاح “حزب الله” إلى الواجهة، وسط الضغوط الأمريكية، وتحولات الديناميكيات الإقليمية، والدور الحاسم الذي تلعبه إيران، حيث تُعد طهران أقوى ممول وداعم للحزب؛ ما يجعل هذه القضية تتطلب موافقة طهران المباشرة بدلًا من تسويتها في بيروت.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “المونيتور” الأمريكية، يمر لبنان بمنعطف حاسم، مع تزايد الضغوط الأمريكية بشأن مستقبل سلاح حزب الله ونزعه؛ إذ أعادت زيارة نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت في الرابع من أبريل/نيسان الحالي، إشعال الجدل في لبنان حول مسألة نزع سلاح حزب الله التي طال أمدها.
وفي زيارتها الثانية منذ تولي إدارة دونالد ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني 2025، حثّت أورتاغوس القادة اللبنانيين على نزع سلاح حزب الله، وسط مناقشات بشأن التوترات الحدودية والإصلاحات الاقتصادية العاجلة.
وفي السياق، صرّحت أورتاغوس لإحدى القنوات اللبنانية المحلية بأنها تُثير باستمرار مسألة نزع سلاح حزب الله وجميع الميليشيات مع الحكومة اللبنانية، لضمان “احتكار الدولة اللبنانية للقوة”.
وعندما سُئلت عن الجدول الزمني لنزع سلاح حزب الله، أجابت أورتاغوس: “في أقرب وقت ممكن”.
وأضافت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الولايات المتحدة للتأثير في الشؤون الداخلية للبنان؛ حيث نقلت وكالة “رويترز” عن خمسة مصادر مطلعة على القضية، في يناير/كانون الثاني، قولها إن واشنطن ضغطت على مسؤولين لبنانيين لاستبعاد حزب الله وحلفائه من المناصب الوزارية.
وفي مارس/آذار، أفادت الوكالة أيضًا بأن الولايات المتحدة سعت للتدخل في تعيين حاكم مصرف لبنان المركزي، نقلًا عن خمسة مصادر أخرى.
وحتى إن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، اقترح تطبيعًا للعلاقات بين لبنان وإسرائيل، وهو ما رفضه المسؤولون اللبنانيون رفضًا قاطعًا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، في حين كان نزع سلاح حزب الله وجميع الميليشيات في البلاد محورًا أساسيًّا في الخطاب السياسي اللبناني لسنوات، إلا أن ما يميز هذه اللحظة هو التحول في الديناميكيات المحلية والدولية؛ ما قد يفتح الباب أمام حوار بين حزب الله والدولة اللبنانية.
ومنذ توليهما منصبيهما، أكد الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، ضرورة أن يكون السلاح حكرًا بيد الدولة اللبنانية فقط.
وفي مارس/آذار، صرّح عون لقناة “فرانس 24” أن الجيش اللبناني يفكك البنية التحتية العسكرية في الجنوب بالتعاون مع حزب الله، امتثالًا لقرار الأمم المتحدة رقم 1701. وفي الـ9 من أبريل/نيسان، أعلن سلام أن قضية نزع السلاح ستُناقش قريبًا في مجلس الوزراء.
وأردفت الصحيفة أن المحادثات المحتملة بشأن نزع سلاح حزب الله تأتي في وقتٍ عانت فيه الجماعة انتكاسات نتيجة صراعها مع إسرائيل، الذي اندلعت شرارته إثر حرب غزة في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن قوة الردع التي يتمتع بها حزب الله اليوم قد تراجعت، رغم بقائه راسخًا في الهياكل السياسية والأمنية في لبنان.
ورغم أن حزب الله يستطيع من الناحية الفنية أن يرفض نزع سلاحه، فإن القيام بذلك يخاطر بإشعال حرب إسرائيلية أخرى، من شأنها أن تؤدي إلى توغلات أعمق، ومزيد من الدمار، وزيادة الضغوط من داخل لبنان وخارجه.