واشنطن بوست: غريزة البقاء السياسي لنتنياهو تعيق إنهاء حرب غزة

السياسي – قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن غريزة البقاء السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني العنصري، تعيق إنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة أن “هناك اتفاق لإنهاء المعاناة المروعة للمدنيين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين بات قريبًا للغاية. لكن، وبشكل مأساوي، قد تكون أكبر عقبة أمام السلام في غزة هي غريزة البقاء السياسي لأن إنهاء الحرب سيعني على الأرجح نهاية التحالف اليميني الذي يقوده نتنياهو”.

وأبرزت الصحيفة أن الحروب تنتهي عندما يطالب الرأي العام بالسلام. وهناك الآن مطالب جديدة من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء لكسر الجمود والمضي نحو وقف إطلاق نار جديد وتبادل الأسرى.

وأشارت إلى أن الشعور المناهض للحرب وصل إلى بعض قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. ففي 3 أبريل، وُقّعت رسالة من قبل مسؤولين أمنيين كبار سابقين جاء فيها: “نتنياهو… يدفع بإسرائيل نحو كارثة — يضر بأمن الدولة، ويقوض نظامها الديمقراطي ومؤسساتها، ويقودها نحو الديكتاتورية”.

ولفتت إلى أن الاقتراح الأحدث للسلام في غزة ينص على وقف إطلاق نار لمدة 45 يومًا، وإطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين ومئات من الأسرى الفلسطينيين، لكن حركة “حماس” رفضت الاتفاق يوم الجمعة لأنه لا يضمن نهاية الحرب.

في المقابل، طالب وزراء من اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو بمواصلة الحرب “حتى تتوسل حماس راكعة”، على حد وصف أحد الوزراء.

وأكدت الصحيفة أن العديد من القادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين يدعمون استراتيجية وقف الحرب في غزة لكن نتنياهو يرفض ذلك لأن شركاءه في الائتلاف سيغادرون الحكومة على الأرجح احتجاجًا على تقديم أي “تنازلات” وإنهاء الحرب.

في الأثناء، تواصل القنابل الإسرائيلية حصد أرواح المدنيين الفلسطينيين، وتستمر حرب غزة كمأساة مستمرة وصورها لا تُمحى من الذاكرة، بما في ذلك أطفال فلسطينيون ضحايا تحتضنهم أمهاتهم ومشاهد من غزة لمبانٍ مدمرة ومدنيين عاجزين وآمال محطّمة في السلام والأمن.

وشددت واشنطن بوست على أن الحقيقة المؤلمة في صميم الحرب على غزة هي أن نتنياهو لم يكن لديه يومًا خطة لما بعد الحرب، وهو يرفض خلق مسار نحو حكم فلسطيني مستقبلي لأن ذلك سيفجّر ائتلافه اليميني.

وقد كتب مئات من أفراد سلاح الجو الإسرائيلي الاحتياطيين والمتقاعدين في رسالة مفتوحة هذا الشهر “في الوقت الراهن، تخدم الحرب بشكل رئيسي مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية”.

وحاول رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قمع هذا التمرد داخل الصفوف، لكنه ازداد اتساعًا. وكتب الطيارون: “بينما يعاني الأسرى في الأسر، كل لحظة تردد إضافية هي وصمة عار”.

ويؤكد المسئولون الأمنيون السابقون في “إسرائيل” أن استئناف الهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة “لأسباب لا علاقة لها بالواقع وتتم دون هدف سياسي قابل للتحقيق ولن يؤدي إلى هزيمة المقاومة الفلسطينية.

وختمت الصحيفة بأن نتنياهو، الذي يقف عقبة أمام إنهاء الحرب يجب أن يُستبدل وينبغي على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين أن يرفعوا نفس المطلب: يجب أن تنتهي هذه الحرب.