استاذ فلسفة وعلم اجتماع
هل استطيع القول ان حكمة وحنكة وذكاء وإيمان د.رمزي خوري، استطاعت حقا في فلسطنة البابا الراحل إلى عالم الآبدية والسلام، خاصة وان البابا ، كان يمتلك بيئة قابلة للفلسطنة، ولها تاريخ عريق، وبذور مغروسة في تربة العدل والمساواة والاخوة بيئة تؤمن وتعمل قولا وفعلا بمقولة السيد المسيح ان الإنسان اخو الانسان.
ونذكر أيضا ان البابا هو خليفة بطرس واسقف روما.وهو الحبر الاعظم..الذي شكل حضوره في الكنيسة الكاثوليكية منطلقا كبيرا للتغير..انه..سند للفقراء..وابيهم..سند للتواضع ومعلمه، زرع بذور التسامح في تربة دولة الفاتيكان، مما ساعده في تأسيس وولادة خط فكري جديد.
بابا فلسطين بجدارة فهو مؤمن ان نعمة روح القدس واستحضارها في الإيمان المسيحي هي من تدفعه ليكون مع فلسطين..ويساعد شعبها المظلوم والمكلوم.. لذا كانت علاقتة مع فلسطين اكثر من رائعة..فقد تعلق بها حقا ،دعا للسلام وتقديم لغة الحوار ع لغة العنف والقتل..رفض بقوة القتل الصهيوني لأهلنا في غزة وفي الضفة.
دعى وطالب بقوة من اتباعه المسيحيين في الأرض المقدسة الا يبرحوا أرضهم ولا يغادرون منهم وقراهم وكنائسهم واديرتهم
دعم تثبتها بارض المسيح الفلسطيني..وهنا ومن موقعي كباحث سسيولوجي، واستاذ للفلسفة ، ومتابعا حقيقيا للفعل الوطني الكبير الذي يقوم به صامتا د.رمزي خوري، اؤكد ان الفضل الكبير في تفعيل مراكز الفعل التضامني المساند لنضال الشعب الفلسطيني في العقل البابوي يعود الفضل فيه للدكتور رمزي خوري وفعله الفكري المنظم والفعل…ففلسطين عند د.رمزي انتماء لوعي ملتزم..فالباب فرانسيس شخصية استثنائية في تاريخ الكنيسة ، صاحب مواقف جزئية مساندة للفقراء والمضطهدين والمظلومين..دعا لفلسطين وصلى لها وهذا ما آثار حفيظة قيادة الحركة الماسونية ومعها الصهيونية العالمية..ولادة اسرائيل الذين أبدوا رفضهم لحضور مراسيم وداعه.
نعم نجح د.رمزي خوري اختراق جدران الفاتيكان الايديولوجية وخطوط دفاعاتها البيولوجية وبنى لفلسطين مكانة عالية في العقل الكاثوليكي القائد، نجح بإدخال كوفية الرمز ابو عمار للمشهد المسيحي في الفاتيكان..ادخل الطفل يسوع الرضيع أمام امه مريم الراكعة قرب يوسف النجار يصليا معا و المصنوع جسده من خشب شجر الزيتون الالفي الفلسطيني ملفوفا بالكوفية، وهذا فعل يدل ع حجم وفاء رمزي لابو عمار ومدى إيمانه بالفعل العرفاتي الصادق في الساحة المسيحية الفلسطينية..فيسوع فلسطيني دفع روحه من أجل مبادئه نجح رمزي مرة أخرى بتحويله إلى رمز مقاوم، تسير المقاومة الفلسطينية ع خطاه…اعاد التاريخ لفلسطينيته..وفلسطن السيد المسيح الذي لم يدخل المجمع ولم يتعبد فيه وبالتالي لم يكن يهوديا.
نعم لقد كان البابا فلسطينيا مسيحيا كما هو د.رمزي خوري..لدرجة ان صحيفة “الوقت في اسرائيل” اتهمت البابا فرانسيس، بمعاداة السامية، خاصة وهي تتمحص رسالته إلى كاثوليك فلسطين تتمتلئ بمقاطع من انجيل،” يوحنا”حيث المقاطع المختارة هي غالبا حسب رأي الصحيفة كانت تستخدمي الماضي لتغطية معاداة السامية، اتهموا الإنجيل بمعاداة السامية..
نعم المسيح عانى واضطهد ومعانة الفلسطيني واضطهاده اليوم ع ايدي اليهود
يشبه إلى حد كبير معاناة السيد المسيح بالأمس.. ع.يد عدو يهودي واحد.
ختاما اقدم شكري العميق لاخي الدكتور رمزي خوري واقول له ان ما يجمعنا اكبر بكثير مما يفرقنا.
رحم الله البابا فرنسيس واسكنه الفردوس الاعلى في حياة آبدية يسودها السلام والطمأنينة الروحية.
فهو القائل ” الرب لا ينظر إلى ما نفعله بل إلى الحب الذي نضعة فيما نفعله وما أعظم الحب”