السياسي – رأى تحليل لشبكة “سي إن إن” الإخبارية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يجمع في ولايته الثانية بين “الفشل الذريع” و”النجاح المذهل” في وقت واحد.
وقالت الشبكة إنه بالمقاييس التقليدية، تنحدر رئاسة ترامب الثانية بالفعل إلى حالة من الفوضى وسط مستنقع قانوني، وأخطاء ذاتية، وفجوة شاسعة بين طموحها الهائل وقدرتها على تحقيق تلك الرؤية.
ومع ذلك، فإن عشرات الملايين من مؤيدي ترامب لم يُعيدوا رئيساً تقليدياً إلى البيت الأبيض، ولا يحكمون على أداء “بطلهم” بمعايير تقليدية.
من ناحية ثانية، تشير الأزمات المُنهكة على جبهات متعددة إلى احتمال فشل الإدارة، ولكن بينما يحاول ترامب تدمير الهياكل الحاكمة في الداخل والخارج، فإن الفوضى بحد ذاتها علامة على النجاح، بحسب “سي إن إن”.
لكن التحليل يرى أنه أصبح هناك تصادم بين “بداية نشوة الصدمة والرعب في ولاية ترامب الثانية والتركيز على أولوياته”.
ووفق “سي إن إن”، قد يُؤدي الركود الاقتصادي الذي يبدو الرئيس الأمريكي مُصراً على إقناع البلاد به إلى تفجير فقاعة الإنجازات التي يُنمّيها البيت الأبيض بجهد يومياً، إن ارتفاع الأسعار وفقدان الوظائف، في نهاية المطاف، لا يُميّزان بين الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين، أو ربما يتطلب الأمر أزمة أمن قومي تُعجل بها قيادته المتقلّبة وفريق سياسته الخارجية المتهالك لتدمير رئاسة ترامب.
وحتى في هذه الحالة، فإنّ قبضة ترامب على مؤيديه قوية جداً، لدرجة أن لا شيء قد يزعزع ثقتهم حتى لو نفرّ الناخبين المتوسّطين الذين ساعدوا في إعادة انتخابه. فهذا، في نهاية المطاف، رئيس أقنع الملايين بأنّ الانتخابات النزيهة التي خسرها عام 2020 كانت مُجرّد خدعة.
مع ذلك، إذا نجح ترامب بطريقة ما في تأمين صفقة أفضل للمصنعين الأمريكيين من خلال حروبه الجمركية، فقد يبرر الفوضى التي أحدثها في الأسواق المالية. إذا نجحت سياسة “أمريكا أولاً” في إقناع أوروبا بالدفاع عن نفسها، وإذا نجحت تعهدات الرئيس بتحقيق السلام، فقد يصبح العالم أكثر أماناً.
لكن الغطرسة تهدد إدارة جعلت تجاوزات الرؤساء السابقين تبدو أقل حدة بالمقارنة.
ولم يكن فوز ترامب، وإن كان واضحاً، فوزاً ساحقاً، فإلى جانب أغلبية ضئيلة للحزب الجمهوري في مجلس النواب، يُمثّل هذا الفوز منصة سياسية ضعيفة يُمكن الاستناد إليها في محاولة لإعادة تشكيل النظام الجيوسياسي العالمي ونموذج التجارة العالمية في آن واحد، ولتحويل الحكومة الأمريكية، ولتدمير مراكز القوة في مؤسسات النخبة.
وقبل أسابيع، كانت الرواية السائدة في واشنطن أن فريق ترامب في ولايته الثانية سيكون أكثر انضباطاً وتوحيداً من ولايته الأولى، لكن هذا يبدو متهالكاً على نحو متزايد، فالرئيس بحاجة ماسة إلى بعض الانتصارات السريعة، وليس فقط تلك التي تُكافئ قاعدة مؤيديه المؤيدين لـ”جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، للحفاظ على مصداقيته.
ويخلص تحليل “سي إن إن” إلى أن “التاريخ سيصدر أحكامه الخاصة على ولاية ترامب الثانية. ولكن مع استمرار الفوضى اليومية، يجدر بنا أن نتذكر أن هذه الرئاسة المثيرة للانقسام قد تبدو فشلاً ذريعاً لنصف البلاد، بينما تتجلى كنجاح باهر للنصف الآخر”.