السياسي – طرحت الولايات المتحدة حلًّا لاستيراد الوقود النووي لإيران، بدلًا من تخصيبه داخليًّا، قبل الجولة الثالثة من المحادثات النووية؛ لكن الخبراء يتوقعون أن الاتفاق الذي تحتفظ فيه طهران بمفاعلاتها النووية لكن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، من غير المرجح أن ينجح.
وبحسب تقرير لصحيفة “المونيتور”، قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء إن إيران يمكنها الحفاظ على برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة بموجب اتفاق مستقبلي، ولكن يجب عليها شراء الوقود النووي من الخارج.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الأربعاء: “هناك طريق لبرنامج نووي إيراني مدني وسلمي إذا أرادوا ذلك”.
وأضاف روبيو “إذا كانت إيران تريد برنامجًا نوويًّا مدنيًّا، فيمكنها أن تمتلكه مثلما تمتلكه العديد من الدول الأخرى في العالم، وهذا يعني أنها تستورد المواد المخصبة”.
وتابعت الصحيفة أن تصريحات الوزير الأمريكي جاءت في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وإيران لجولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة يوم السبت في عُمان، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يشهد تقدمًا سريعًا.
وستتضمن المحادثات، للمرة الأولى، اجتماعًا فنيًّا على مستوى الخبراء بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين، بمن في ذلك كبير المفاوضين ستيف ويتكوف، أرسلوا إشارات متضاربة بشأن ما إذا كان الاتفاق الذي يسعون إلى التوصل إليه سيتطلب تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أشار ويتكوف، قبل أن يتراجع، إلى أن إيران قد تُخصّب اليورانيوم بمستوى منخفض؛ ما أثار قلق المتشددين في التعامل مع إيران الذين يرون أن أي قدرة على التخصيب تُمهّد الطريق أمام إيران لامتلاك أسلحة نووية.
وبدوره أوضح روبيو أن ويتكوف كان يُشير إلى الوقود المستورد، الذي يُسهّل على المفتشين الدوليين مراقبته ويُقلّل من مخاطر الانتشار النووي.
ولفتت الصحيفة إلى أن لدى إيران بالفعل اتفاقية طويلة الأجل لاستيراد اليورانيوم منخفض التخصيب من روسيا لتشغيل محطة بوشهر النووية في جنوب غرب البلاد؛ بشرط إعادة الوقود النووي المستنفد إلى روسيا لإعادة معالجته.
وفي حين دقّ رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي، ناقوس الخطر بشأن التقدم النووي الإيراني خلال زيارته لواشنطن الأربعاء، قال غروسي للصحفيين إن إنتاج التخصيب في إيران قد زاد 7 أضعاف منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
واختتمت بالإشارة إلى أن ترامب هدّد إيران بعمل عسكري، ربما بالتنسيق مع إسرائيل، لتدمير قدرتها على صنع القنابل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي.
وعندما سُئل الوزير روبيو عن ضربة محتملة، قال إن “الولايات المتحدة لديها خيارات، لكننا لا نريد الوصول إليها أبدًا”.