حماس كانت أكبر المستفيدين عسكريا وسياسيا من اتفاقية أوسلو.

في عموده في صحيفة هآرتس كتب روبيك روزنثال:
وصف المؤرخ البروفيسور افرايم كارش الانتهاكات الفلسطينية لاوسلو بالتفصيل في مقالته عن اتفاقيات اوسلو والسيرة الذاتية التي كتبها عن ياسر عرفات . أهمها هي:
أنشأ عرفات جيشاً (أطلق عليه اسم “قوة الشرطة”) كان أكبر بكثير من الحجم الذي تسمح به الاتفاقيات مع إسرائيل. كما قام بتأسيس الجناح العسكري لحركة فتح (التنظيم) وزوده بالأسلحة المحظورة التي تم تهريبها بكميات كبيرة. وكان هدفه المعلن هو أن تصبح الأراضي الخاضعة لحكمه بمثابة “لبنان جديد” بالنسبة لإسرائيل.
لقد رفض عرفات وزعماء منظمة التحرير الفلسطينية ورؤساء أجهزة السلطة الفلسطينية إدانة هجمات حماس والتصرف ضدها، بل وأوضحوا علناً أن الأعمال القتالية ضد الإسرائيليين يمكن أن تستمر وأنهم لن يحاولوا إحباطها (في تناقض تام مع أحكام اتفاقيات أوسلو). وقد أشاد عرفات نفسه علناً بالإرهاب ضد إسرائيل مراراً وتكراراً، موضحاً أن هذا الإرهاب سوف يستمر طالما لم تصر إسرائيل على تقديم التنازلات في المفاوضات.
في ديسمبر/كانون الأول 1995، توصلت منظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة عرفات، إلى اتفاق مع حماس ، سمح لحماس بالحفاظ على التزامها بمواصلة الكفاح المسلح ضد إسرائيل، بشرط أن لا تؤدي أفعالها إلى إحراج السلطة الفلسطينية وألا تترك آثاراً في الأراضي الخاضعة لسيطرتها الكاملة (أي المنطقة أ).

من جانبها، تعهدت منظمة التحرير الفلسطينية في الاتفاق بالامتناع عن الأنشطة ضد حماس ، وإطلاق سراح أسرى حماس المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية، والمطالبة إسرائيل بالإفراج عن أسرى حماس .
لقد استخدم عرفات سلسلة من التكتيكات التي تهدف إلى خلق انطباع خاطئ بأن منظمة التحرير الفلسطينية كانت تعدل ميثاقها، الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل، وفقا لالتزامها (كان تغيير الميثاق شرط رابين لتوقيع الاتفاقيات). وفي الواقع، ظل الميثاق دون تغيير حتى يومنا هذا .
وهذه ليست سوى الانتهاكات الرئيسية التي وقعت في السنوات الأولى من عملية أوسلو للسلام. ولم تكن النتيجة غير عادية على الإطلاق: إذ واصلت السلطة الفلسطينية تشجيع الإرهاب وتحفيزه من خلال الوسائل الاقتصادية؛ لتسميم عقول الفلسطينيين من خلال التحريض على معاداة السامية والإرهاب في النظام التعليمي ووسائل الإعلام الفلسطينية؛ للاستيلاء بشكل غير قانوني على المناطق ج؛ وخوض صراع اقتصادي وسياسي ضد إسرائيل.

نقلا عن صفحة تيسير العبد على الفيس بوك