ويسأل الناس: هل تتوقف الحرب مع انتخاب حسين الشيخ نائبا للرئيس ؟

د. ناصر اللحام

كان لدى المرحوم صائب عريقات عبارة شهيرة قال فيها ( لو ان الام تريزا تصبح رئيسا للشعب الفلسطيني لما رضي الاحتلال بها واتهمها بانها إرهابية ومخربة ) . ولذلك ينقسم السياسيون الى تيارين :
تيار يقول ان الفلسطينيين يجلدون انفسهم كثيرا من خلال الاعتقاد ان ضعف الأداء لديهم وسلوك بعض القادة هو السبب في استمرار العدوان .
وتيار يقول ان الفلسطينيين يجب عليهم ان يبتعدوا عن الشعرات الكبيرة والمغامرة حتى تنكسر موجة اليمين والتطرف في إسرائيل وفي أمريكا .

معظم الاخبار التي تتسرب من داخل الغرف المغلقة في مختلف العواصم ، تشير الى احتمالية وقف الحرب في شهر أيار القادم وذلك للأسباب التالية :
اقتراب موعد زيارة الرئيس ترامب الى السعودية والضغط الأمريكي السعودي من اجل وقف الحرب حتى لا تفشل الزيارة ومن اجل تهدئة المنطقة والابتعاد عن احتمال نشوب حرب واسعة .
بوادر نجاح الاتفاق الأمريكي– الإيراني وهو ما يشجع الجبهات المشتعلة على النحو باتجاه تسويات مؤلمة ما كانت تقبل بها من قبل .
الانتهاء من جميع المناورات التي تسبق وقف اطلاق نار في أوكرانيا ، ورغبة ترامب الجامحة في تحقيق أي نجاح في أي مجال من عشرات الجبهات التي فتحها على نفسه .
حسين الشيخ رجل التسويات الأول داخل تنظيم فتح وداخل السلطة ومع إسرائيل ومع الدول العربية . وهذا ليس مجرد دور يلعبه من اجل مرحلة ، وانما هي صفة من صفاة الرجل طوال عشرات السنين . ومن يعرف الوزير حسين الشيخ عن قرب يعرف انه لا يستخدم الشعارات الكبيرة الهجومية وانما يسعى الى توازنات براغماتية صغيرة يراكم عليها ويواصل البحث عن مخارج حتى مع الد الأعداء وحتى مع السجان .انا اعرفه حين كان ممثلا للأسرى في المعتقلات وكلما صادفته أقول له اننا لا نزال اسرى ولكن في سجن كبير وان عليه ان يتدبر الامر حتى يحين موعد اطلاق سراحنا .

ان صعوبة وضع السلطة الفلسطينية الضعيفة الفقيرة ، وان حجم الموت والدمار في قطاع غزة سوف يدفع الجميع للنظر الى حسين الشيخ باعتبار انه في مهمة مستحيلة وان عليه ان يعيد ترتيب كل الأمور التي افسدتها السنوات الماضية . عليه ان يحل الانقسامات ويرضي التيارات داخل فتح ، وعليه ان يهدئ البراكين الثائرة ويسترضي العواصم العربية وينزع فتيل الانفجارات ، وعليه ان يعيد أموال المقاصة والرواتب ويسعى لتشغيل العمال ، وعليه ان يصلح الرتق مع الامارات ، ويصل الى تسويات مع دحلان وناصر القدوة ومروان البرغوثي .
وفي الملف الأخطر دوليا وإقليميا وعربيا عليه ان يسير في حقل ألغام من دون مجسات ، وان يتدبر امره لأنه في النهاية حاجة الناس هي الواقع الوحيد المتبقي .
في يوم من الأيام سوف يفتح الجميع عينيه فلا يجد نتانياهو ، وينقشع المتطرفون عن كل المشهد.. ولا يبقى الا حقيقة واحدة (نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا ) .
حسين الشيخ سوف يجد عشرات الاف يمتدحونه ، ومئات الاف سوف يهاجمونه .. ولكنه اليوم فقد فانتازيا الاختيار . وامامه مهمة واحدة (ان يوقف الحرب بما فيها من قتل وخراب ونزيف وموت وجوع وحصار) . ويترك الذين يصرخون ان لديهم حلول أخرى ان يثبتوا ذلك .