ممثل روسيا الاتحادية في فلسطين
إن الشعبين الروسي والفلسطيني تجمعهما صداقة استمرت لقرون. إن الروابط السياسية والثقافية والتعليمية والنظرة المتشابهة للنظام العالمي والرغبة الملحة في إنشاء دولة فلسطين المستقلة فضلاً عن الحب والاحترام للأرض المقدسة جعلتنا أصدقاء. وما فائدة الأصدقاء؟ ليس فقط مشاركة الأفراح والنجاحات، ولكن أيضًا معرفة أحزان وآلام بعضنا البعض والأحداث المأساوية في تاريخ بعضنا البعض.
مهمتنا اليوم كدبلوماسيين هي تذكير جميع أصدقائنا باليوم العظيم المتمثل في الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الروسي (والشعب السوفيتي بأكمله) في الحرب الوطنية العظمى الذي تحتفل بها دولتنا في ٩ مايو/ أيار لعام ٢٠٢٥. لقد خسر بلدنا 27 مليون جندي ومدني أي ما يعادل سدس سكانه في الحرب ضد النازية وهي أعظم وباء في القرن العشرين على سطح الأرض. هذه الأيديولوجية تقول إن هناك أمماً (متفوقة) وأمماً (دنيئة)، وأن هناك شعوباً حقيقية و(نفايات بيولوجية) يجب تدميرها أو تحويلها إلى عبيد. وزعمت أن بعض الشعوب لها الحق التاريخي في توسيع مساحة معيشتها على حساب (البرابرة المتخلفين) الذين ليسوا أمماً، بل هم حشد من القبائل البدائية التي لا ينبغي لها أن تتدخل في تقدم البشرية. لقد نجح أباؤنا وأجدادنا بثمن باهظ في هزيمة هذه الأيديولوجية المرعبة واللاإنسانية من أجل إنشاء عالم قائم على أساس المساواة والاحترام المتبادل والتسامح.
ومن المؤسف للغاية اليوم أن أيديولوجية النازية والشوفينية ترفع رأسها في جميع أنحاء العالم – في أوروبا ودول الاتحاد السوفيتي السابق والشرق الأوسط بشكل خاص. ومرة أخرى يتحدث مناصروها عن شعوب (أعلى) و(أدنى)، وكذلك عن دول وشعوب (متحضرة) و(بربرية) يمكن فرض سيطرة عليها. ومثل ما كان قبل 80 عاما، فإن روسيا اليوم تعارض هذه الأيديولوجية بكل مظاهرها في كل مناطق العالم وتسعى إلى بناء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب حيث تُسمع أصوات الناس من جميع الأعراق والجنسيات والأديان. ومثل ما كان قبل 80 عاماً، فإنها تدعو جميع أصدقائها، بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي عانى طويلاً، إلى توحيد جهودها من أجل مستقبل مشترك. ومثل ما كان قبل 80 عامًا، فهي واثقة من أن النصر سيكون لها.