السياسي – تم رصد منشورات تروّج لأفكار حركة “الهوياتية” اليمينية المتطرفة في عدد من المدارس بعدة ولايات، في محاولة واضحة لاستقطاب فئة الشباب، لا سيما طلاب المدارس الثانوية.
وأكدت وزارة التعليم في ولاية بافاريا في جنوب البلاد٬ العثور على هذه المنشورات في مدارس بمدينة ميونيخ وأوجسبورغ، فيما رصدت سلطات ولاية بادن-فورتمبيرغ المجاورة حالتين مشابهتين، وسط أنباء عن تداول المنشورات أيضًا في مدارس شمال البلاد.
وتستهدف المنشورات طلاب المدارس بشكل مباشر، وتحمل عنوانًا استفزازيًا: “المعلمون يكرهون هذه الأسئلة”. وتضمن المحتوى أسئلة ومعلومات توحي بأن الألمان باتوا أقلية داخل بلادهم، إضافة إلى إشارات إلى مواضيع مثل الاعتداءات الجنسية، والقلق من المستقبل، والتضخم، وتدهور معاشات التقاعد. كما يقترح المنشور ما يسميه “إعادة التهجير” كحل للمشكلات المطروحة.
وفي مدينة نيو أولم، عُثر أمام مدرسة ليسينغ الثانوية على نحو 40 إلى 50 منشورًا ملقى على الأرصفة أو بين الشجيرات في ساحة المدرسة.
وأعرب نائب مدير المدرسة، ماركوس تسيمرمان-مايجل، عن رفضه لما جرى، مؤكدًا أن القانون يمنع أي أنشطة سياسية في محيط المدارس، مشيرًا إلى أن معظم المنشورات كانت ممزقة وقد سُلّمت للمشرف التربوي.
وتعد حركة “الهوياتية” من أبرز التنظيمات اليمينية المتطرفة في ألمانيا، وتتبنى خطابًا عنصريًا ومعاديًا للإسلام، وسبق أن نظّمت فعاليات استفزازية جذبت اهتمام الرأي العام. وتخضع هذه الحركة لمراقبة الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية).
وكان تقرير استخباراتي صدر في 21 حزيران/يونيو 2023 قد صنف التطرف اليميني على أنه “أكبر تهديد متطرف يواجه النظام الديمقراطي الأساسي في البلاد”، موضحًا أن عدد المنتمين لهذا التيار ارتفع من 33 ألف و900 شخص في عام 2021 إلى 38 ألف و800 شخص في 2022، كما ارتفعت جرائم العنف المرتكبة من قبلهم بنسبة 7.5 بالمئة، شملت حالتي محاولة قتل.
وفي تعليق له، حذّر رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، توماس هالدنوانغ، من سعي المتطرفين إلى التسلل إلى الطبقات الوسطى مستغلين الأزمات، وذلك من خلال ترويج نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة والدعاية السياسية.
كما تثير اختراقات اليمين المتطرف لأجهزة الأمن الألمانية قلقًا بالغًا. فقد تم رصد 327 حالة موثقة لمتورطين في الفكر المتطرف داخل صفوف الجيش والشرطة والمخابرات بين تموز/ يوليو 2019 وحزيران/يونيو 2021.