Politico: إسرائيل تتصدر قائمة الدول الأسوأ سمعة عالمياً

السياسي – اكدت نتائج مؤشر مدركات الديمقراطية لعام 2025 عن تدهور غير مسبوق في صورة دولة الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، بحيث تصدرت قائمة الدول ذات السمعة الأسوأ عالمياً.

وذكرت صحيفة Politico أن الاستطلاع، الذي شمل أكثر من 110 آلاف مشارك من 100 دولة، أظهر تراجعاً حاداً في الانطباعات الإيجابية تجاه دولة الاحتلال، ليس فقط في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، بل حتى في الدول الأوروبية الحليفة تقليدياً لتل أبيب، كألمانيا وفرنسا.

-جرائم غزة والضفة في صلب الانهيار

يرتبط هذا الانحدار الحاد في صورة إسرائيل بسلوك حكومتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما خلال الحرب الأخيرة على غزة والتصعيد المستمر في الضفة الغربية.

إذ أن الانتهاكات الإسرائيلية الموثقة بحق المدنيين، بما في ذلك القصف العشوائي، والتجويع الممنهج، وهدم المنازل وتهجير السكان، ساهمت في تأجيج الغضب الدولي تجاه دولة الاحتلال.

وزادت الضغوط القانونية على دولة الاحتلال حين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب.

وقالت الصحيفة إن هذا التصعيد القانوني، وإن كان رمزياً من الناحية التنفيذية، حمل دلالات سياسية ثقيلة عززت من عزلتها الدولية.

-تآكل التأييد الأوروبي: تحوّل في المزاج العام

ما كان يُعد يوماً من المسلمات—كالدعم الأوروبي لإسرائيل—يشهد اليوم تحولاً عميقاً.

ففي ألمانيا، حيث لطالما تم النظر إلى دعم “إسرائيل” كجزء من الإرث التاريخي بعد المحرقة، سجلت شعبية دولة الاحتلال أدنى مستوياتها منذ عقود.

هذا التراجع يعكس تزايد إحساس الرأي العام الأوروبي بأن السياسات الإسرائيلية لم تعد قابلة للتبرير، لا أخلاقياً ولا سياسياً.

-تراجع موازٍ للولايات المتحدة بعد عودة ترامب

على نحو متوازٍ، أظهرت نتائج المؤشر تراجعاً حاداً في صورة الولايات المتحدة عالمياً، خصوصاً بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وغالبية المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن انطباع سلبي تجاه واشنطن، في تراجع ملحوظ مقارنة بالعام السابق.

تركز هذا الانحدار في دول الاتحاد الأوروبي التي لم تنس بعد تصريحات ترامب العدائية، حيث وصف الاتحاد بأنه “فظيع” و”مثير للشفقة” و”مُشكَّل لخداع الولايات المتحدة”.

هذا الخطاب الشعبوي، المقرون بسياسات انعزالية تضعف التحالفات التقليدية، جعل من ترامب رمزاً لانحسار النفوذ الأمريكي.

-ترامب: الأكثر كراهية بين قادة العالم

لم يتوقف تراجع الصورة عند الدولة فقط، بل امتد إلى الرئيس نفسه. فقد أظهر الاستطلاع أن ترامب يُعد أقل شعبية من نظيريه فلاديمير بوتين وشي جين بينغ،

بل وتفوق ترامب في عدم شعبيته على شخصيات مثيرة للجدل مثل إيلون ماسك وبيل غيتس، إلى جانب نجوم الفن والثقافة مثل تايلور سويفت وكيم كارداشيان.

في المقابل، سجلت الصين تقدماً ملحوظاً في انطباعات الرأي العام العالمي، متجاوزة الولايات المتحدة للمرة الأولى في معظم المناطق باستثناء أوروبا. تعكس هذه النتيجة نجاح بكين في استثمار تراجع صورة واشنطن وتقديم نفسها كبديل اقتصادي وسياسي في العالم النامي.

-انعكاسات استراتيجية: تآكل القيادة الغربية

تشير هذه النتائج إلى أزمة أعمق تتجاوز الأرقام والمؤشرات، إذ تضعف قدرة الولايات المتحدة و”إسرائيل” على التأثير في النظام الدولي بنفس الفاعلية التي تمتع بها الطرفان في العقود الماضية.

فصورة أمريكا كقائدة للعالم الحر تتآكل بفعل خطاب ترامب التصادمي وسلوكياته الانعزالية، في حين تدفع “إسرائيل” ثمن سياساتها القمعية وغياب أي أفق لحل سياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وهذا التحول في المزاج الدولي يفتح الباب أمام إعادة رسم ملامح النظام العالمي، حيث تتنامى أدوار قوى بديلة كالصين وروسيا. كما يضعف قدرة الولايات المتحدة على حشد التأييد لقضايا جوهرية، مثل دعم أوكرانيا أو مواجهة النفوذ الصيني في آسيا وإفريقيا.

في المحصلة، يعكس تراجع شعبية واشنطن وتل أبيب أزمة فقدان الثقة في النموذج الغربي ذاته، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإعادة النظر في آليات القوة والتأثير في السياسة العالمية.