أخطرُ رجل فى العالم

وحيد عبد المجيد

يحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن يظهر دائمًا فى صورة الرجل القوى، بل الأقوى على الإطلاق. هكذا أيضًا يراه كُثُر فى العالم. ولكن الأقوى لا يعنى دائمًا الأخطر، أى من تنطوى أفعاله على أخطار كبيرة. إيلون ماسك قد يكون أخطر منه, وربما الأخطر.

قبل ما يقرب من سبعة عقود قدم الفنان الكبير نيازى مصطفى فيلم «أخطر رجل فى العالم» الذى أبدع فيه الثنائى فؤاد المهندس وشويكار. وأدى المهندس دور الرجل الأخطر فى العالم الذى أُطلق عليه «مستر إكس». لم يتصور أحد فى ذلك الوقت أن «مستر إكس» هذا يمكن أن يوجد فى الواقع بعد عقود، وأن تكون منصة «إكس» واحدة من أدوات كثيرة يملكها.

وماسك وترامب حليفان وصديقان يتشاطران معظم مواقفهما، أو ربما كلها باستثناء زيادة الرسوم الجمركية. ولكن ماسك أخطر لأن نفوذه المتعاظم لن ينتهى فى يناير 2029 حين يغادر ترامب البيت الأبيض، أو حتى فى يناير 2033 إذا وجد طريقة للترشح مرة ثالثة واستعاد شعبيته التى بدأت فى الانخفاض.

يتمتع ماسك بقوة اقتصادية ومالية هائلة، وقدرات تكنولوجية متزايدة، وكذلك بقوة إعلامية عابرة للحدود تمكَّنه من التأثير عبر منصة «إكس». كما يتطلع إلى تعزيز هذه القوة بشراء منصة «تيك توك» أيضًا. وأُضيفت إلى هذا كله قوة سياسية كبيرة من خلال موقعه كمسئول عن إدارة الكفاءات الحكومية. يتيح له هذا الموقع أن يراقب وزارات الإدارة الفيدرالية وهيئاتها ووكالاتها كافة، وأن يضع يديه على موازناتها وبيانات العاملين فيها والمتعاملين معها. وستبقى المعلومات الخطيرة التى حصل عليها لديه عندما يغادر هذا الموقع، على نحو يمكَّنه من استغلالها لدعم قوته ونفوذه. وفى هذا كله من الأخطار ما فيه.

لا يكتفى ماسك بكل هذا الذى فى كوكبنا، بل يسعى لمد نفوذه إلى الفضاء وامتلاك كوكب المريخ. وهو يستخدم شركته «سبايس إكس» التى تعمل فى مجال الفضاء لهذا الغرض.

ألا يبدو «صاحب إكس»، والحال هكذا، الأخطر فى واقع عالمنا الآن, مثلما كان «مستر إكس» الأخطر فى خيال صانعى الفيلم الذى أُصدِر قبل 58 عامًا؟

نقلاً عن “الأهرام”