نيويورك تايمز: تقارب ترامب والشرع يُعقّد استراتيجية إسرائيل العسكرية

السياسي – اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن تقارب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع، يُعقّد الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، ويُعد مثالًا حديثًا على كيفية إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن انعكاس ذلك التقارب على الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بدا واضحًا بعد أن خفّت حدة الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، منذُ “احتضان الرئيس ترامب للشرع” وفق قولها.

وأوضحت أنه رغم أن الولايات المتحدة لا تزال الحليف الأقوى لإسرائيل، فإن لقاء ترامب المفاجئ مع الشرع منح الرئيس السوري طوق نجاة غير متوقع، وقوّض أيضًا جهود الحكومة الإسرائيلية المتشددة لاستغلال حالة عدم الاستقرار في سوريا.

وشنّت إسرائيل أكثر من 700 هجوم على سوريا خلال الأشهر التي تلت إسقاط بشار الأسد، وكان من بينها غارة جوية على بُعد أقدام قليلة من القصر الرئاسي في العاصمة دمشق.

ويزعم مسؤولون إسرائيليون، أن الهجمات، التي كان آخرها في الـ2 من شهر مايو/أيار الجاري، قرب القصر الرئاسي، هدفها منع وصول الأسلحة إلى أي جماعة معادية، ومنع هذه الجماعات من التمركز في جنوب غرب سوريا بالقرب من إسرائيل.

لكن ترامب قلب عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية رأسًا على عقب باجتماعه مع الرئيس السوري الشرع، وإعلانه عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار مساعديه في إسرائيل كانوا، قبل إعلان ترامب ثقته بالرئيس السوري الجديد، مصممين على حرمان الشرع وحكومته الناشئة من الوصول إلى مجموعة واسعة من الأسلحة الثقيلة، التي جمعها نظام الأسد على مدى عقود من حكمه.

ويقول خبراء عسكريون إن جزءًا من الدافع وراء الضربات الإسرائيلية كان رغبة نتنياهو في تأمين أجزاء جنوب غرب سوريا الأقرب إلى مرتفعات الجولان، وهي هضبة استراتيجية احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967 وضمتها لاحقًا.

كما يُعد الحدّ من نفوذ تركيا أحد الأهداف الإسرائيلية الأخرى في سوريا، وفقًا لمسؤولين عسكريين سابقين ومحللين.

وأضافت الصحيفة أنه رغم عدم مهاجمة الحكومة الجديدة في سوريا، إسرائيل منذ توليها السلطة، فقد قالت إن البلاد سئمت الحرب وتريد العيش بسلام مع الدول جميعها، في حين يُصر الشرع، الذي نأى بنفسه منذ زمن طويل عن صلاته السابقة بتنظيم “القاعدة”، على رغبته في قيادة نظام مستقر وأن يكون شريكًا موثوقًا به للدول الغربية.

لكنّ المسؤولين الإسرائيليين متشككون في أحسن الأحوال؛ إذ يرى كثيرون من المحيطين بنتنياهو أن الإدارة السورية الجديدة من المرجح أن تتطور إلى حكومة متشددة معادية لإسرائيل.