هدأت، ولم تنته، الحرب الهندية الباكستانية، والتي ستظل مستمرة ومتواصلة عبر الاجيال القادة وربما – بل المؤكد- لقرون قادمة، حالها حال ما يجري في فلسطين المحتلة، حيث صنعتها اصابع الاستعمار لتبقى الساحتان حربا ضروسا ، تحصد الالاف، وتشغل المنطقة.
صنع الاستعمار البريطاني منطقة كشمير وقسمها بين عدة طوائف واديان لتبقى برميل بارود وبركان غير خامد، ينفجر بشكل دوري، ويشعلالصراعات والحروب، والتنافس النووي ، لتهدد المنطقة والعالم ربما، كذلك الحال كان الامر في فلسطين حيث زرعت بريطانيا ومن وراءها الولايات المتحدة الامريكية، اسرائيل وقسمت البلاد بين يهود ومسلمين، والنار مشتعلة فيها لم تهدا منذ العام 1948 عندما سلم الاستعمار البريطاني العصايات الصهيونية ودعمتها لتقيم كيانهم على ارض الفلسطينيين.
استغلت اسرائيل بدعم من الدول الغربية احداث 7 اكتوبر 2023 لتعمل على تغيير خريطة الشرق الاوسط بما يتناسب مع مشاريعها وخططها ومصالها، وترتكب قوات الاحتلال المجازر بدعم واسناد غربي اميركي تحديدا لطرد وتهجير الفلسطينيين من ارضهم التاريخية ، وذات الذريعة تستخدمها الهند حيث استغلت الهجوم في كشمير لتشن حربها على باكستان في محاولة لتغيير خريطة المنطقة.
في فلسطين المحتلة والشرق الاوسط، تتحكم اسرائيل بالناحية الامنية والعسكرية، بعد ان انهت اعداءها في لبنان وسورية وغزة، وتحدث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تغيير خارطة الشرق الاوسط، بما يتناسب مع المصالح الغربية، وكانت عملية طوفان الاقصى الذريعة التي لا يمكن تفويتها، والحال ايضا في كشمير، فان الهجوم المسلح الذي دفع الهند لفتح جبهة مع باكستان ، كان ايضا محاولة غربية للتدخل في اسيا والدول الكبرى هناك بما يتناسب مع مصالحها وطموحها الاستعماري، لتصل الى تقسيم المنطقة من جديد.
ارتعدت الدول الغربية من حصول باكستان، على السلاح النووي بشكل سري وسريع، وبات هذا السلاح محل فخر للدول الاسلامية والعربية، لدرجة ان العديد من تلك الدول شدت به ازرها في مفاوضاتها مع الغرب.
والاهم ان باكستان باتت تشعر باستقلالية اكبر بين دول العالم، وهو ما مكنها وبشكل مستقل، من الاتفاق مع الصين المنافس الاكبر للولايات المتحدة الاميركية ، لوضع حجر الاساس للطريق التجاري الواصل من الصين الى باكستان حتى بحر العرب، وهو الامر الذي يسحب المزايا الاقتصادية الغربية ، سيما الاميركية، في العالم ، ويحولها الى حساب التنين الصناعي والتجاري في بكين.
الغرب يعمل على خلق توتر امني وحروب على جانبي الطريق الصيني المار في نحطة باكستان، وهي محطة رئيسية لنجاحه، حيث ان مثل تلك الاحدث كفيلة بافشال اي مشروع اقتصادي ، على ارضية “رأس المال جبان”
لقد صنعت الدول الغربية التوتر الهندي الباكستاني ، واججته سرا، رغم المزاعم الاميركية بالوساطة لوقف الحرب، لكن التخوفات وكما جرت العادة ان تكون المرحلة المقبلة عبارة عن اعادة حسابات غربية لنسج مؤامرة مع نيودلهي، ومنع افتضاح امر الصناعة السيئة للسلاح الغربي والذي تمثل بفضيحة انهيار طائرات رافال الفرنسية امام الصناعات الصينية التي امتلكتها باكستان.
هدف آخر وقد يكون على المدى البعيد من اشعال فتيل التوتر، حيث ان الهند وباكستان عضوتان في منظمتي بريكس وشنغهاي، والعداء القائم بين العضوين المذكورين ، قد يقسم تلك المنظمات، وقد يؤدي الى تفتتها، ليستفرد الاتحاد الاوربي بالاسواق العالمية، بعد تصفية تلك المنظمات المنافسة
تطابق الاهداف بين حربي كشمير وغزة، يفسره الدعم المباشر لبنيامين نتياهو واسرائيل لموقف الهند ضد باكستان ، حيث اكد ان لنيودلهي الحق في تدمير باكستان معتبرا انها دولة معتدية ، حيث يامل رئيس وزراء دولة الاحتلال ان تشتعل الحروب الدينية والطائفية في اي مكان، ليبرر عدوانه على غزة من جهة، وليؤجج الحروب ضد العالم الاسلامي وقد وجد في الهند رأس حربة لاداء هذه المهمة.