غزة تئن – مساعدات بطعم الذل

صدام مقدادي

السياسي – هنا المشهد في رفح أبلغ من ألف كلمة.. مشهد انفجر جوعا وقهرا وغضبا.. لم تكن المساعدات غذاءً للنجاة، بل وقودا للفوضى.. الآلاف احتشدوا على أمل الحصول على كيس طحين.. لكن ما حدث كان أشبه بانفجار الجوع والقهر.

تحت إشراف شركة أمريكية، ووسط طائرات تحلّق فوق رؤوس الجوعى، تحوّل مركز توزيع المساعدات إلى ساحة هروب للشركة المسؤولة عن توزيع المساعدات، بعد أن حضر عشرات الآلاف جوعا.

موظفو الشركة فرّوا، الطاولات اقتُلعت، المعدات تُركت، السياج تم تدميره، والرصاص أُطلق في الهواء، والناس ظلّوا هناك يبحثون عن ما يسد رمق أطفالهم.

مكتب الإعلام الحكومي في غزة وصف المشهد بكلمتين: فشلٌ ذريع.. فشلٌ في توزيع المساعدات،  وفشلٌ في احترام الكرامة الإنسانية، وفشلٌ في إخفاء حقيقة مرعبة: أن التجويع في غزة سياسة.. لا صدفة.

ما حدث اليوم، وفق مراقبين، ليس حادثًا؛ إنه نتيجة، نتيجة الحصار، والممرات المُسيّسة، والمساعدات المُدارة بالبندقية.