لم ولن أدّعِ أنه صديقي… ولكن كان صادقًا وصديقًا لكل أبناء الثورة الفلسطينية.
كان يشكّل في كتاباته الوطنية البوصلة، وكان صوتًا لكل فلسطيني.
كان ابنًا لكل تنظيم فلسطيني، كان فلسطينيًا حتى النخاع،
لذلك هو ابن الثورة الفلسطينية بمختلف مكوناتها.
حين كان يرحل شهيدٌ من فتح، أو من الجبهة الشعبية، أو الديمقراطية، أو من أي فصيل فلسطيني،
كنا نشعر من خلال كتاباته كم يتألم، وكم يشيد بالفقيد،
ليس من باب المديح، بل من منطلق رفاق وأخوة السلاح.
لقد كان بمثابة أرشيف الثورة الفلسطينية.
رحيل القامة الفلسطينية الكبيرة، بحجم المناضل الكبير علي سعيد بدوان،
يشكّل فراغًا كبيرًا في الساحة السورية، وفي الشتات، وفي الوطن.
نم قرير العين يا علي، فكل من عرفك يشعر بالمساحة الكبيرة التي تركتها في غيابك،
وخاصة مخيم اليرموك، الذي شكّل رافدًا لانطلاقة الثورة الفلسطينية في الساحة السورية،
وفي مختلف محطات الثورة الفلسطينية.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ورضوانه،
وأن يجمعك مع الشهداء والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.