السياسي – قال النائب عن كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، إبراهيم الموسوي، إن حزب الله، بمقدروه التعافي، بعد العدوان الكبير للاحتلال على لبنان، مشيرا في الوقت ذاته إلى انفتاحهم على العمل من أي طرف، معاد للاحتلال، حتى لو كان النظام السوري الجديد.
وأوضح الموسوي، في لقاء مع موقع ميدل إيست آي أن حزب الله بإمكانه أن يتعافى من الضربة الشديدة التي تكبدها على أيدي الاحتلال، لأنه مازال يتمتع بمساندة الشعب اللبناني.
ونقلت الموقع عن الموسوي تأكيده، إشارته إلى أن حزب الله يواجه عدة عقبات بعد أن تم القضاء على جل قيادته، وبعد أن فقد السيطرة على مواقع مهمة مثل مطار بيروت وطرق التهريب التي كانت موجودة على امتداد الحدود السورية”.
وقال: “يعلم الجميع بأننا في وضع صعب.”
وأضاف: “ولكن كيف بدأنا هذه المقاومة؟ لقد بنيناها بأنفسنا شيئا فشيئا، إنها إحدى المعجزات التاريخية، التضحية من أجل أرضنا. لا ريب أن الوضع بالغ الصعوبة وأننا نمر بأوقات عصيبة ولكننا سوف نستمر في النضال.”
قال الموسوي إن حزب الله كان يتحمل مسؤوليته تجاه لبنان ويغطي تكاليف إعادة إسكان الجنوبيين الذين شردتهم الحرب الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الحزب، أنفق ما يزيد عن مليار دولار على الخيام وعلى أجور من نزحوا بسبب العدوان، وقال: “لقد قمنا بدور كبير في عملية التعافي.”
وأضاف: “لم تتحقق بعد، كما أننا لا نتوقع من بعض الجوانب أننا سوف نعود إلى ما كنا عليه.”
وأشار الموسوي إلى أنه على الرغم من الدمار الذي شهدته مؤسسات اجتماعية ومالية وطبية كان يديرها حزب الله، سوف تستمر الحركة في نشاطها وفي مقاومتها للتوسع الإسرائيلي.
وقال: “عندما تخسر معركة ما، فإن ما يهم هو الإقرار بأن بيئة المقاومة ما زالت موجودة، وكذلك الحال بالنسبة للحاضنة الاجتماعية لحزب الله.”
وأضاف: “لماذا لدينا مقاومة؟ لأن الإسرائيليين يريدون أرضنا، عندما لا يكون لديك جيش قوي للدفاع عنك، وتستمر أمريكا في حرمان الجيش اللبناني من وسائل الدفاع عن نفسه، فلن يبقى أمامك خيار سوى المقاومة.”
إلا أنه نفى إجراءهم محادثات مع جوزيف عون، الرئيس اللبناني والرئيس السابق لهيئة أركان الجيش اللبناني، من أجل تسليم ما تبقى بحوزتها من أسلحة ثقيلة.
وقال: “سلم حزب الله أسلحته التي في جنوب نهر الليطاني. وعندما تتحدث عن أسلحة أخرى، هذه محادثات سيادية سوف يتم نقاشها على المستوى الوطني. هذا أمر يعود إلى الرئيس اللبناني، وهو رجل حصيف. إن الطريقة التي يعالج بها القضايا تعطيك مؤشرا على أي نوع من الرجال هو.”
ووضع الموسوي تلك النقاشات ضمن إطار دور حزب الله في “خطة الأمن الاستراتيجية الوطنية”، من أجل ضمان أن يكون لبنان قادرا على الدفاع عن نفسه.
وأشاد الموسوي بالجيش اللبناني، وذلك رغم اختياره النأي بنفسه عن الحرب مع الاحتلال، وعن المعارك التي كان يخوضها حزب الله.
وقال: “من هو الجيش اللبناني؟ إنهم أناس شجعان، والدي كان في الجيش اللبناني. وشقيقي كان في الجيش اللبناني. بعضهم ارتقوا شهداء، ولكنهم لا يتلقون الأوامر بالقتال، ولا تتوفر لديهم المعدات. جيشنا اللبناني قوي وشجاع، وبإمكانهم أن يقوموا بالمهمة لو صدرت لهم الأوامر الصحيحة، سوف نقف معهم، أهل الأرض وأصحابها.”
إلا أن الموسوي كان شديد الانتقاد للجنة التي يترأسها الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، والمكلف برصد ومراقبة وقف إطلاق النار، وقال إن اللجنة منحت إسرائيل المجال للمضي قدما في شن اعتداءاتها على جنوب البلاد.
وقال: “نحن نخضع لنوع من الانتداب الأمريكي، وهذا يمكن أن يعود على لبنان بعشرات القضايا، ولكنني متأكد من شيء واحد، ألا وهو أن الأمريكيين لن يفلحوا.”
كما قال الموسوي إن سقوط الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، أحدث تغييرا كبيرا في ميزان القوة.
وأضاف: “إن ما حدث في سوريا خسارة كبرى لمحور المقاومة، الذي كان في السلطة لما يقرب من ستين سنة ثم ذهب في أيام وساعات.”
ولدى سؤاله عما إذا كان حزب الله سيعمل مع الرئيس أحمد الشرع أو مع أي إدارة سورية مستقبلية، قال الموسوي “مستعدون للعمل مع أي أحد ضد إسرائيل.”
ولكنه قال إن ثمة وقائع جديدة لا مفر من أن يواجهها الشرع. وأضاف: “أعتقد أنه لا يوجد حاكم، لا يوجد رئيس، بإمكانه أن يعارض الإرادة التي يجمع عليها شعبه، نحن نؤمن بالقومية العربية، دعونا نأمل في أن تبقى سوريا في الوضع السليم وأن تكون جزءا من أولئك الذين يعارضون الاحتلال، ونحن في حزب الله منفتحون على الجميع من أجل الحصول على الأسلحة التي نقاوم بها إسرائيل، وهذه فترة إعادة بناء قدراتك حتى تستعيد قوتك السابقة، ولا يمكن لإسرائيل أن تسيطر على هذه المنطقة، فروح الثورة ستبقى في حالة من المقاومة.”
وكان مصدر في حزب الله قد صرح لوكالة الأنباء الفرنسية في شهر نيسان/أبريل بأن الحركة تنازلت للجيش اللبناني عن 190 موقعا من بين 265 موقعا عسكريا في جنوب نهر الليطاني.
ونقل الموقع عن مصادر خارج الحزب، بأن نزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان مازال بعيدا جدا، على الرغم من ممارسة واشنطن ضغوطا شديدة على الحكومة اللبنانية.